ترتبط الجزائر وقطر بعلاقات تاريخية متميزة تعزّزت بشكل بارز خلال السنوات الأخيرة بفضل الإرادة السياسية الصادقة لقائدي البلدين ورغبتهما الجادة في إقامة شراكة استراتيجية واعدة أصبحت نموذجاً يحتذى به في إطار علاقات التكامل العربي.
ويرتكز التشاور السياسي والتنسيق بين البلدين على الاحترام والثقة المتبادلة التي تمثل إحدى ثوابت السياسة الخارجية لكلا البلدين وأهم نقطة يركز عليها كل من رئيس الجمهورية، وأخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة.
وفي هذا الإطار، تعدّ زيارة العمل التي يقوم بها الرئيس تبون إلى قطر، بعد زيارة الدولة التي قام بها في فيفري 2022 إلى هذا البلد الشقيق، دليلاً آخر على التقارب الكبير بين البلدين وعلى فعالية آليات التنسيق الثنائي بينهما، حيث تأتي أياما قليلة بعد الاتصال الهاتفي بين قائدي البلدين بمناسبة عيد الأضحى المبارك واتفقا خلاله على لقاء يجمعهما، تتويجاً لمستوى العلاقات الأخوية.
ويرافق رئيس الجمهورية في هذه الزيارة وفد وزاري هام، مما يعكس أهمية علاقات التعاون والشراكة بين البلدين ورغبتهما في الدفع بها دوماً الى الأمام.
وفيما تطرق رئيس الجمهورية وأمير قطر، اليوم الاثنين، إلى سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، لاسيما الاقتصاد والتجارة والصناعة والطاقة والتكنولوجيا، كما تطرقا إلى المستجدات الإقليمية والدولية، وجب التنويه إلى قطع البلدين أشواطاً كبيرة في رفع مستوى التعاون في مختلف المجالات.
وسبق للجزائر وقطر التوقيع على عدة مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون، من بينها اتفاقية متعلقة بإقامة المشاورات السياسية والتنسيق بين وزارتي خارجية البلدين واتفاقية تتعلق بالتعاون القانوني والقضائي، إلى جانب اتفاقيات ومذكرات أخرى في قطاعات السياحة والصناعة، الصحة والتعليم العالي، بالإضافة إلى إطلاق خط جوي بين الجزائر والدوحة في صائفة 2022 ومشروع بناء المستشفى الجزائري-القطري-الألماني، وتوسعة مركب الشركة الجزائرية-القطرية للحديد والصلب بمنطقة بلارة بولاية جيجل.
وسجّل الجانبان ارتياحهما للتشاور والتنسيق الثنائيين، وتطلعهما إلى تعزيزهما على كافة المستويات، إلى جانب التأكيد على وجود توافق تام بخصوص مختلف الملفات، لاسيما القضايا الخاصة بالعالم العربي والشأن الدولي والإقليمي وتنسيق مواقفهما بما يعزز الأمن والاستقرار في العالم.
وفي هذا السياق، تتوافق مواقف الجزائر وقطر حول ضرورة بلورة حلول سلمية للأزمات وتشجيع العمل على إرساء علاقات دولية متوازنة تحتكم لميثاق الأمم المتحدة ومبادئها الراسخة.
وشدّد البلدان أيضاً على أهمية إعلاء قيم الوحدة والتضامن بين الدول العربية لتجاوز مختلف الأزمات الراهنة ويتفقان في ذات الصدد على دعم أطر وآليات العمل العربي المشترك وتعزيزها.