تستحضر الطبعة الثالثة للصالون الوطني للمنتجات الحرفية المحلية الأصيلة التي تتواصل فعالياتها يوم الأحد بمركز الاتفاقيات "محمد بن أحمد" بوهران مهنة "الطراح" التي تعتبر من الحرف القديمة التي تأبى الزوال وتصارع من أجل البقاء في السوق الوطنية للتأثيث والمفروشات المنزلية.
وأعادت هذه التظاهرة القيمة التراثية لهذه المهنة الأصيلة التي لم تتمكن منها العصرنة من خلال عرض نماذج متنوعة من الأفرشة التقليدية بتصاميم مختلفة من صنع سواعد "طراحين" يحرصون على الحفاظ على هذا التراث وتوفير منتجات محلية أصيلة تحمل إبداعات مميزة بلمسات رائعة.
و من بين هؤلاء الطراحين، شوبو عمار الذي جاء من فوكة (تيبازة) للمشاركة في الصالون الوطني للمنتجات الحرفية المحلية الأصيلة لعرض نماذج من الأفرشة التقليدية على غرار "مطارح الصوف" التي كانت تحظى باهتمام كبير عند بعض العائلات وتدخل في زمن غير بعيد ضمن جهاز العروس ناهيك عن كونها ديكور يزين جدران الغرف.
و في هذا الصدد، قال الحرفي شوبو الذي ورث هذه الحرفة من والده : "أسعى لإعادة بعث هذا النوع من المهن القديمة من خلال تصاميم تنافسية للأفرشة المصنعة التي تعتمد على 'الإسفنج' ومواد صناعية".
و أضاف هذا الحرفي الذي له خبرة تفوق 30 سنة ويعمل مع أبناءه وزوجته، أنه يستخدم وسائل تقليدية على غرار المخيط (الإبر المتعددة الأشكال والأحجام) والقرداش ومواد أولية طبيعية صديقة للبيئة متمثلة في الصوف والقماش المزركش الألوان لتصميم مطارح متنوعة الأشكال.
و بشغف كبير، يشرح شوبو طريقة العمل التي تعتمد على حشو الصوف داخل "المطرح" ورصها حتى تكون متساوية وشد حوافي الفراش بخيط مشمع ثم توضع أزرار مصنوعة بالصوف ملفوفة بالقماش بطريقة منتظمة و محكمة فوق سطح المطرح مما يعطي للقطعة قيمة جمالية.
و من أجل استقطاب الزبائن والحفاظ على هذه المهنة، يقدم هذا الطراح خدمة "التطريح في المنازل" حيث يقوم بالتنقل عند العائلات لصناعة المطارح مثلما كان أسلافه يقومون بهذه النشاط الذي ظل حكرا على الرجال فيما كانت المرأة تختص في تصميم لحاف الصوف.
للإشارة، يشارك في الطبعة الثالثة للصالون الوطني للمنتجات الحرفية المحلية الأصيلة المنظمة من طرف وكالة "غلوبل افنيتي ايفانت"، 80 عارضا من مختلف ولايات الوطن.
و يعرض في هذه التظاهرة التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 29 جويلية 2023 ، أزيد من 30 منتوجا محليا أصيلا في المجالين الزراعي والحرفي.