تتواصل سلسلة الانتقادات الموجهة للحكومة المخزنية من قبل نقابات وأحزاب في المملكة المغربية، على خلفية تعنت مؤسسات الدولة في السكوت إلى حد "التواطؤ" إزاء الغلاء وتفاقم الغضب الاجتماعي جراء الزيادات المتتالية في الأسعار وارتفاع التضخم إلى مستوى غير مسبوق.
على هذه الخلفية، قالت شبيبة حزب "العدالة والتنمية" إنّ حكومة أخنوش تخدم فقط مصالح اللوبيات الاقتصادية والشركات من خلال الإعفاءات الامتيازات الضريبية التي لا تنعكس بشكل مباشر على المجتمع وعلى نسب التشغيل.
في هذا الإطار، أوضح عادل الصغير، الكاتب الوطني لشبيبة الحزب أنّ وعود الحكومة بخصوص التشغيل وإحداث مليون فرصة شغل، على غرار باقي الوعود الأخرى التي أطلقتها قبيل الحملة الانتخابية تبخرت وذهبت أدراج الرياح.
وفي هذا السياق، أشار الصغير إلى أنّ أرقام المندوبية السامية للتخطيط تفضح وتؤكد فشل هذه الحكومة في الوفاء بالوعود التي أطلقتها قبيل الانتخابات.
من جهته، عبّر التنسيق الوطني لنقابات سيارات الأجرة عن استنكاره للزيادات المتتالية في أسعار المحروقات، وما خلّفته من إضرار بالقطاع والمواطنين عموماً.
وانتقد التنسيق الذي يضم سبع نقابات مهنية الزيادات المتتالية في ظرف وجيز لا يتعدى أسبوعاً، أمام الصمت الرهيب لمؤسسات الدولة وعلى رأسها مجلس المنافسة.
ولفت التنسيق إلى اقتصار المجلس على تقارير الإدانة لتسع شركات تحتكر التخزين والتوزيع والاغتناء على حساب المواطنين دون حسيب ولا رقيب، بالإضافة إلى تملص الحكومة المخزنية من التزاماتها بما تم الاتفاق عليه مع النقابات و توقف الإعانة المخصصة لقطاع النقل للتخفيف من تبعات هذه الزيادات على الرغم من أنها لا تساوي حتى 30 بالمائة من مصاريف الزيادة.
وأمام هذا الوضع الذي وصفته النقابات بـ "الكارثي"، والذي سيتسبّب في احتقان اجتماعي، أدان التنسيق صمت الحكومة المخزنية وعدم اتخاذها تدابير وإجراءات كباقي دول العالم للتخفيف من حدة ارتفاع الأسعار، مستنكرا الزيادات المتتالية والتي تعتبر جشعاً في حق المغاربة ولا تتماشى مع السوق الدولي الذي لا يزال يعرف انخفاضا في أسعار البرميل، حيث أنّ السعر بالمغرب من بين الأعلى عالمياً.
وانتقد النقابيون عدم قيام المعارضة بدورها الرقابي لوضع حد لهذه التلاعبات ونهب جيوب المواطنين، محملا المسؤولية لحكومة أخنوش فيما سيؤول إليه الوضع في قطاع النقل.
أما حزب "النهج الديمقراطي العمالي"، فقال إنّ أي حديث عن الأمن الغذائي والحفاظ عن البيئة ما هو سوى مجرد وهم وهراء، في غياب أي سياسة وطنية فعالة.
تسخير الأبواق المتصهينة
انتقل "النظام المخزني لمستويات أخرى من التطبيع مع الكيان الصهيوني مسخّراً الأبواق المتصهينة من الصحافة المأجورة ومن "المجتمع المدني المخزني عبر جمعيات ومؤسسات مفبركة لتقعيد المخطط المخزني في التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاشم".
وجدد النهج الديمقراطي العمالي رفضه المطلق وإدانته القوية لكل العلاقات والشراكات مع الكيان الصهيوني العنصري، داعياً إلى المزيد من فضح جميع أشكال التطبيع مع الاحتلال والنضال بجميع الآليات لمناهضته وإسقاطه.