صرّح الدكتور سعيد العياشي رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، أنّ القرار المرتقب لمحكمة العدل الأوروبية العليا في الثالث والعشرين أكتوبر الجاري، من شأنه تكريس سيادة الشعب الصحراوي بصفة نهائية على جميع ثرواته الباطنية والبحرية.
في برنامج "إضاءات"على "ملتيميديا الإذاعة الجزائرية، قال العياشي إنّ نظام المخزن -وبتواطؤ مفضوح مع شركات أوروبية- يواصل نهب خيرات وثروات الشعب الصحراوي والتي يقدّرها الخبراء بـ 600 مليون دولار سنوياً.
ضمن هذا السياق، توقع العياشي بنبرة فيها الكثير من التفاؤل، انفراجة قريبة مشيرا إلى أنّ "القيادة الصحراوية أحالت منذ 2016 هذه القضية على محكمة العدل الأوروبية وسبق لهذه الهيئة القضائية أنّ فصلت 3 مرات متتالية ببطلان الاتفاقيات المبرمة بين نظام المخزن والاتحاد الأوروبي.
وأضاف ضيف "إضاءات": "نحن نتطلع بالكثير من الثقة لصدور قرار نهائي من محكمة العدل الأوروبية العليا برفض الطعن المقدّم إليها من قبل الإتحاد الأوروبي وذلك خلال مداولاتها العلنية المقررة يومي 22 و23 أكتوبر الجاري وهو القرار الذي من شأنه أن يكرّس بصفة نهائية سيادة الشعب الصحراوي على جميع ثرواته الباطنية والبحرية، وعندها يضيف العياشي، "لن يكون بوسع دول الاتحاد القدرة الاستمرار في المناورة، ومن دون شك ستذعن للقرار الصادر عن أعلى هيئة قضائية أوروبية تفادياً للفضيحة"على حد قوله.
وجدّد العياشي التأكيد أنّ موقف الجزائر المؤيد لكفاح الشعب الصحراوي يتناغم مع مبادئ ثورة نوفمبر الخالدة التي نصّت على وجوب مناصرة الشعوب المستعمرة في كفاحها من أجل نيل الحرية والحق في تقرير المصير.
وأبرز العياشي: "في اللجنة الوطنية نعتبر كل الجزائريين أعضاء فيها بالفطرة لأنّ الشعب الجزائري بطبعه يرفض"الحقرة" والأنظمة الاستعمارية في كل زمان ومكان".
ضمن هذا السياق، كشف ضيف الإذاعة أنّ جبهة البوليساريو هي ضمن 15 حركة تحررية في القارة الإفريقية وغيرها من مناطق العالم ساندتها الجزائر منذ الاستقلال، وأضاف: "الجمهورية العربية الصحراوية معترف بها اليوم كممثل وحيد للشعب الصحراوي، ولها حضور وتمثيل دبلوماسي في أكثر من 100 دولة".
واستطرد العياشي قائلاً: "نحن نناصر القانون الدولي الذي نصّ بوضوح على عدالة وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير"، وأضاف: "الجزائر ليست وحيدة على هذا النهج ونلمس اهتماماً دولياً أكبر بهذه القضية بما فيها من الإدارة الأميركية الحالية بقيادة الرئيس جو بايدن، حيث بدا وكأنها تسعى بجد ولأول مرة منذ عقود لكسر حالة الجمود في الملف الصحراوي".
ومن الشواهد على ذلك، يقول العياشي: "تمكّن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا خلال أحدث جولة له بالمنطقة في الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر المنصرم من زيارة المدن الصحراوية الخاضعة لسلطة الاحتلال المغربي والتقى بالعديد من الناشطين الصحراويين دون عرقلة تُذكر من أعوان نظام المخزن واستمع أيضاً لانشغالاتهم ومعاناتهم اليومية، ولم يكن ذلك ممكناً لولا دعم مباشر وصريح من الإدارة الأميركية، في سابقة تنمّ عن رغبة أكيدة من حكومة الرئيس بايدن في حلحلة هذا النزاع وإخراجه من حالة المراوحة".
وتابع العياشي: "الإدارة الأميركية الحالية – وعلى خلاف ما حصل في عهد الرئيس ترامب – تكثّف من اتصالاتها مع القيادة الصحراوية سواء عن طريق السفيرة الأميركية بالجزائر وانتهاء بالجولة الأخيرة بالمنطقة لنائب مساعد كاتب الدولة الأميركي، جوشوا هاريس الذي زار خلالها الأراضي الصحراوية المحررة".
في سياق ذي صلة، ثمّن ضيف "إضاءات" اللقاء الذي تم في نيويورك بين الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيرش والرئيس الصحراوي إبراهيم غالي مع بدء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتعليقاً على ذلك، اعتبر العياشي تواجد الرئيس إبراهيم غالي في نيويورك بأنه حدث بارز من حيث كونه "يعيد القضية الصحراوية للمشهد الدولي أولاً من بوابة تذكير "غوتيرش" بواجب ومسؤولية الأمم المتحدة حُيال الشعب الصحراوي، وذلك بالتزامن مع اقتراب موعد تقديم الأمين العام الأممي تقريره الجديد أمام مجلس الأمن الدولي على ضوء نتائج جولة دي ميستورا الأخيرة للمنطقة".