قالت لجنة متابعة شؤون الكنائس في فلسطين، اليوم الجمعة، إنّ استهداف أحد مباني كنيسة القديس برفيريوس في قطاع غزة, والتي يحتمي بها ما يقارب 500 مواطن فلسطيني من المسلمين والمسيحين, "جريمة حرب"، ويؤكد أنّ أهداف الاحتلال الصهيوني هم المواطنين العزل من أطفال ونساء وشيوخ.
وأدى قصف طيران الاحتلال كنيسة القديس بروفيريوس في حي الزيتون جنوب غزة, مساء الخميس, إلى استشهاد 8 مواطنين وإصابة العشرات بجروح مختلفة, كما لحقت أضرار مادية جسيمة في أجزاء من مبنى الكنيسة, وتم تدمير مبنى بجوارها.
وفي بيان صادر عن رئيسها، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي خوري, أفيد أنّ الصورة أصبحت واضحة للعالم بأن الإحتلال الصهيوني "تنفذ مخطط إبادة جماعية بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".
وأشار خوري إلى استهداف مبنى مجلس وكلاء الكنيسة بشكل مباشر، مضيفا "هذه جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف والعديد من الاتفاقيات الدولية، وتضاف لسلسلة جرائم الاحتلال المتواصلة تجاه المدنيين الفلسطينيين ودور العبادة في قطاع غزة والقدس ومختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأشارت اللجنة إلى أن كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، ثالث أقدم كنيسة في العالم، ويعود تاريخ البناء الأصلي إلى عام 425 م، وتم تجديدها عام 1856، وتقع على بعد أمتار من المستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، الذي ارتكبت فيه قوات الاحتلال مجزرة يوم الثلاثاء الماضي، أسفرت عن استشهاد وإصابة المئات من المواطنين.
من جهتها, استنكرت بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس قصف طيران الاحتلال الصهيوني الذي طال كنيستها في مدينة غزة.
وأكدت البطريركية في بيانها أن "استهداف الكنائس والمؤسسات التابعة لها، بالإضافة إلى الملاجئ التي توفرها لحماية المواطنين الأبرياء، خاصة الأطفال والنساء الذين فقدوا منازلهم جراء القصف الصهيوني للمناطق السكنية خلال الثلاثة عشر يوما الماضية، يشكل جريمة حرب لا يمكن تجاهلها".
وأشارت البطريركية الى أنه على الرغم من التعرض الواضح لمرافق وملاجئ بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية والكنائس الأخرى، والمستشفى المعمداني والمدارس والمؤسسات الاجتماعية الأخرى، إلا أنها مع بقية الكنائس مصممة على مواصلة أداء واجبها الديني والأخلاقي بتقديم المساعدة والدعم والمأوى للأشخاص الذين يحتاجون إليها، حتى وسط المطالب المستمرة من جانب الإحتلال بإخلاء تلك المؤسسات من المدنيين، والضغوط التي تمارس على الكنائس في هذا الصدد.
وشدّدت البطريركية أنها "لن تتخلى عن واجبها الديني والانساني المستمد من قيمها المسيحية لتقديم كل ما يلزم في أوقات الحرب والسلم على حد سواء".