شهدت مختلف عواصم العالم، اليوم الجمعة، سلسلة مظاهرات حاشدة تضامناً مع قطاع غزة النازف لليوم الرابع عشر توالياً.
وسط استمرار العدوان الصهيوني على غزة الجريحة منذ السابع أكتوبر الجاري، خرج متظاهرون في جاكرتا وكوالالمبور وسانتياغو وبوغوتا، والمهرة (اليمن) وطرابلس (لبنان)، واسطنبول، وعمان وبيروت وإدلب والقاهرة وغيرها من المدن العربية والغربية، للتضامن مع أبناء غزة المحاصرين، والتنديد بالمجازر المرتكبة.
وجرى ترديد ورفع عدّة شعارات مندّدة بما يحدث من تقتيل وتدمير وتشريد أمام مرأى العالم.
وشهدت عواصم العالم على مدار الـ 72 ساعة المنقضية تكثيفاً في المظاهرات الحاشدة، نُصرة للشعب الفلسطيني الأعزل وتنديداً بجرائم الحرب غير المسبوقة التي يواصل الكيان الصهيوني تنفيذها منذ قرابة أسبوعين بحق مواطني قطاع غزة والضفة الغربية، دون استثناء البنية التحتية والتجمعات السكنية وحتى المستشفيات التي لم تسلم من القصف، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وتجاهل للنداءات الداعية لوقف إطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات إلى غزة المحاصرة.
وعلى منوال الجزائر، شهدت الأردن ولبنان ومصر واليمن وتونس والكويت والعراق مظاهرات شعبية مماثلة ومسيرات ووقفات احتجاجية رفضاً واستنكاراً للعدوان الصهيوني المتواصل واستهداف البنية التحتية والمستشفيات والمدارس والتجمعات السكنية والأماكن الدينية.
وحمل المشاركون لافتات طالبوا فيها بضرورة تدخل المجتمع الدولي للتصدي لآلة الحرب الصهيونية، كما طالبوا بالعمل على فك الحصار المفروض على غزة منذ 17 عاماً، مؤكدين دعمهم المتواصل ووقوفهم مع الفلسطينيين حتى تحقيق حقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي الولايات المتحدة، تتواصل مظاهرات التأييد للفلسطينيين والرفض للعدوان الصهيوني الشامل ضدّ غزة والضفة الغربية، منذ بدء هذا العدوان الذي أطلقه الاحتلال انتقاما لعملية "طوفان الأقصى" التي نفّذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر، ردا على جرائمه متعددة الأشكال والأساليب بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.
وخرج آلاف المناصرين للقضية الفلسطينية العادلة ولكفاح شعبها في مظاهرة في مدينة نيويورك - التي تُؤوي أكبر عدد من السكان اليهود خارج الكيان - تعبيراً عن استنكارهم للقصف الصهيوني الذي استهدف مستشفى "المعمداني" في غزة مساء الثلاثاء، والذي خلف لوحده مئات من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء الذين كانوا يحتمون به.
وشهدت عديد من مدن وعواصم الدول الأوروبية مظاهرات شعبية غاضبة وفعاليات احتجاجية تنديدا بمجزرة الاحتلال الصهيوني ضد مستشفى "المعمداني" في غزة ولمطالبة المجتمع الدولي باتخاذ مواقف عاجلة لوقف إراقة دماء الفلسطينيين وردع الكيان الصهيوني الذي يتمادى في ارتكاب الجرائم على مرأى ومسمع من العالم، مطمئناً إلى عدم المحاسبة.
واجتاحت هذه المظاهرات شوارع كل من بريطانيا و ألمانيا وفرنسا واسبانيا وهولندا وسويسرا وكندا وأستراليا واليونان والسويد وتركيا وكوسوفو، حيث رفع المتظاهرون خلالها الشعارات المنددة باستمرار جرائم الحرب التي يقترفها الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين وسكان قطاع غزة الذي يخضع لحصار مطبق.
رغم الغضب الشعبي العارم عبر دول المعمورة، واصل الاحتلال اليوم الجمعة، ولليوم الرابع عشر على التوالي، حربه المدمرة على قطاع غزة والضفة الغربية، موقعا مزيداً من الشهداء.
وتؤكد التقارير الواردة من فلسطين أنّ طائرات الاحتلال الحربية تقصف "كل شيء وكل مكان" في قطاع غزة، بما في ذلك المدارس ومدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" والمستشفيات والمخابز والمنشآت والمصانع والمساجد وسيارات الإسعاف والأراضي الزراعية والجامعات والكليات، ما يعني أن قطاع غزة كاملا بما فيه أصبح هدفا للقصف والإبادة، في جريمة تطهير عرقي متواصلة لم يسبق لها مثيل.
من جهتها، تواصل مليشيات المستوطنين المسلحة في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، جرائمها حيث أدت اعتداءاتها حتى الآن إلى استشهاد 69 مواطناً فلسطينياً، بينهم أطفال، فضلا عن مئات الجرحى والإصابات والاستيلاء على المزيد من الأراضي لصالح المستوطنين، تزامناً مع تشديد قوات الاحتلال الخناق على الضفة الغربية وتقطيع أوصالها وفرض المزيد من العقوبات الجماعية على المواطنين الفلسطينيين عبر الاقتحامات والاعتقالات الجماعية والحصار والاجتياحات، كما يحصل حالياً في مخيم "نور شمس".