دعا خبيران، اليوم الجمعة، إلى بذل المزيد من الجهود من أجل تطوير شبكة الأنترنت في الجزائر، وربطوا تحقيق المسعى بتجسيد تسع خطوات.
نقلت وكالة الأنباء الجزائرية على لسان، يونس قرار، الخبير في التكنولوجيات الجديدة، أنه يجب على الجزائر التي باشرت سياسة رقمنة قطاعاتها العمومية والخاصة، أن تتوفر على هيكل قاعدي للاتصالات السلكية واللاسلكية ذات جودة من أجل إنجاح هذا الانتقال الذي يتطلب تغطية وسرعة تدفق كافيين لجميع المواطنين خصوصاً في المناطق الريفية.
وأوصى المتحدث باتخاذ إجراءات إضافية على غرار تسريع وتيرة نشر شبكة الألياف البصرية إلى غاية المنازل وإقامة شراكات مع مقدمي خدمات خواص لتركيب وصيانة الألياف البصرية ومنح الأولوية للقطاعات الإستراتيجية مثل التربية والصحة والمالية.
في السياق نفسه، دعا قرار إلى تطوير الأنترنت النقال والأنترنت الثابت من الجيل الرابع والأنترنت عبر الأقمار الصناعية على مستوى المناطق غير المغطاة بالألياف البصرية، وإنشاء مركز بيانات حكومي لإيواء بيانات مختلف الوزارات وتأمين الهياكل القاعدية للاتصالات السلكية واللاسلكية ضد الهجمات السيبرانية.
ويرى قرار أنّ هذه الإجراءات التي تعتبر تقنية وتنظيمية في الوقت نفسه، تتطلب استثمارات هامة لإنجاح الانتقال الرقمي في البلد.
من جهته، اقترح، يوسف بوشريم، الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، إنشاء مؤسسة حكومية أو رئاسية مكلفة بدعم جهود قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال سيما من حيث تحسين التدفق والربط بالأنترنت.
و اعتبر بوشريم أنّ نشر الألياف البصرية مشروع معقد يستلزم تدخل العديد من الفاعلين من بينهم المجهزين المكلفين بتوفير التجهيزات والخدمات الضرورية لنشر هذه التكنولوجيا الحديثة.
ويتعلق الأمر أيضاً بحسب المتحدث ذاته، بتوفير الوسائل للفاعلين في القطاع التي تمكنهم من الاستثمار والابتكار دون عراقيل إدارية من خلال تبسيط إجراءات الترخيص والربط، مضيفاً أن ذلك من شأنه تشجيع الاستثمارات في قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال وتحسين نوعية الأنترنت في الجزائر.
يُشار إلى أنّ تحسين جودة تدفق الانترنت المرتبطة بالتطور المتسارع لتكنولوجيات الإعلام والاتصال الجديدة، ظلّ يشكّل أولوية بالنسبة للحكومة التي تعكف على رفع هذا التحدي طبقا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية.
وفي اجتماع مجلس الوزراء الأخير، أكد رئيس الجمهورية ضرورة تحقيق مزيد من الجودة والنوعية في التدفق والربط بالانترنت لرفع مستوى الخدمات في القطاعات الحيوية.
وأكد أيضاً أهمية توفير حماية قصوى لشبكة الربط بالانترنت ومراعاة مسألة الأمن السيبراني مع "التفكير بجدية" في استغلال تقنية الأقمار الصناعية للتزود بخدمة الانترنت، مكلفا وزير القطاع بإعداد مخطط شامل حول هذه العملية.
ولتحقيق هذا التحول ينبغي على الجزائر أن تمتلك شبكة أنترنيت ذات جودة بتدفق عالٍ وبمهلة منخفضة، إذ تعدّ ضرورية للتطبيقات الرقمية على غرار العمل عن بعد والتجارة الالكترونية والتعليم عن بعد والتطبيب عن بعد.
وارتفع عدد المنازل المشتركة في الأنترنت الثابت من 3.5 ملايين مشترك في سنة 2020 إلى 5.3 ملايين مشترك سنة 2023، حيث أعطيت الأولوية لتقنية الألياف البصرية إلى غاية المنزل (FTTH)، إذ ارتفع عدد المشتركين من 53.000 إلى 900.000 من الفترة نفسها، وارتفع تدفق الأنترنت الثابت الأدنى من 2 إلى 10 ميغابايت في حين أصبحت سرعات الاتصال العليا متاحة بأسعار في المتناول.
واتخذت الحكومة إجراءات لتأمين الاتصال بالأنترنت، حيث نوّعت الكابلات البحرية بالألياف البصرية ونقاط الهبوط وارتفعت سعة الشبكة الدولية للاتصالات لبلادنا من 1.5 تيرابايت في الثانية سنة 2020 إلى 7.8 تيرابايت في الثانية حاليا.
وقالت وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية إنّ "المكاسب المحصّلة مشجّعة، لكن الحكومة تسعى إلى مواصلة جهودها لتحسين أكبر للاتصال بالانترنت في الجزائر".