حذر المدير التنفيذي للهلال الأحمر الفلسطيني، بشار مراد، من كارثة إنسانية في مستشفيات غزة بسبب قرب نفاد كمية الوقود الموجودة وتوقف مولدات الكهرباء، ما سيتسبب في وفاة الكثير من المرضى، مناشدا الهيئات الحقوقية و المنظمات الدولية التدخل العاجل لفتح ممر إنساني دائم لإدخال المساعدات الطبية.
و قال بشار مراد في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية: "تحدثنا مع معظم المنظمات الدولية، وطالبناها بضرورة إدخال الوقود لضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية في المستشفيات، نظرا لانقطاع التيار الكهربائي بصورة مستمرة، ما يهدد حياة الكثير من المرضى في المستشفيات"، مشيرا الى أن العديد من الأقسام هي في الأساس تعتمد على الكهرباء على غرار غرف العمليات، بالإضافة الى العناية المركزة والتشخيص بالأشعة.
و أبرز في السياق أنه "خلال ساعات، ستنتهي كمية الوقود الموجودة في المستشفيات، مما سيؤدي الى توقفها عن العمل، بسبب توقف مولدات الكهرباء"، وهنا سنكون، يضيف المتحدث، "أمام أكبر جريمة، لأن العديد من المصابين سيفقدون حياتهم، خاصة بالعناية المركزة".
و ناشد المتحدث ذاته مجددا جميع المنظمات المعنية بحقوق الانسان والمنظمات الدولية، التدخل العاجل لفتح ممر انساني دائم لإدخال المساعدات الطبية للمستشفيات التي استقبلت ما يقارب 14500 جريح حتى اللحظة.
و بخصوص الوضع الصحي في غزة، قال بشار مراد : "معظم الإصابات خطيرة كونها ناجمة عن انفجارات هائلة وهدم للمنازل على رؤوس ساكنيها"، مشيرا الى أن "هنالك العديد من الإصابات على شكل حروق من الدرجة الثالثة وكسور".
كما أشار الى أن "معظم أسرة العناية المركزة ممتلئة بالكامل، لذا تم اضافة أسرة جديدة في أروقة المستشفيات وبعض الخيام في محيطها، لوضع و استقبال المزيد من المرضى".
و شدد أيضا على أن الوضع داخل المستشفيات "كارثي ونحتاج إلى الكثير من المساعدات والمستلزمات والفرق الطبية المتخصصة"، لافتا الى أن "الفريق الطبي بغزة يعمل ليلا ونهارا منذ 15 يوما دون انقطاع، ودون إدخال أي فرق طبية من الخارج لمساعدته".
وأكد المدير التنفيذي للهلال الاحمر الفلسطيني أن الوضع الإنساني في غزة "كارثي" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، قائلا: "منذ بداية العدوان، تم استهداف العديد من المنازل دون سابق إنذار، مما أدى إلى سقوط المئات من المواطنين، منهم أكثر من 70 في المائة من الأطفال والنساء".
و أضاف : "الصور في غزة هنا تتمثل في إخلاء مدن بالكامل، اكتظاظ كبير في المدارس (مراكز الايواء)، البيئة الداخلية لهذه المراكز سيئة جدا جدا، لا توجد مياه كافية ولا يوجد طعام، الأمراض قد تنتشر بسرعة"، والأكثر من ذلك، يضيف، "لا توجد أي منظمات داخل غزة معنية بتقديم الخدمات الصحية لهؤلاء، بعد ان أوقفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جميع خدماتها في غزة وشمالها".
و مضى يقول: "منذ أول يوم من العدوان، تم قطع الكهرباء والماء والغذاء عن أهالي قطاع غزة، والآن نتحدث عن أكثر من مليون و600 ألف مواطن هم بأمس الحاجة للماء والطعام والدواء"، لكن للأسف، يستطرد بالقول، "لم يتم إدخال أي مساعدات على مدار الأسبوعين الفارطين".
و في حديثه عن الفئة الاكثر هشاشة في هذا العدوان، أكد أنهم الأطفال والنساء الذين أصبحوا عرضة للأمراض، مشيرا الى ان المصالح الصحية بدأت تسجل بعض النزلات المعوية لدى الأطفال بسبب هاته الكارثة الكبيرة.
و شدد على انه "إلى غاية اللحظة، لا يوجد مكان آمن، فغزة تعد الآن أكبر سجن مفتوح على الأرض، حيث يتم إبادة الشعب الفلسطيني بطريقة همجية دون أي تدخل دولي لحماية المواطنين من هذا العدوان الشرس الذي تسبب في تدمير معظم أحياء قطاع غزة".
و لدى تطرقه للمساعدات الانسانية التي وصلت قطاع غزة يومي السبت والأحد، اكد المتحدث أنها "قليلة وضئيلة جدا"، موضحا : ما تم إدخاله يقارب 40 شاحنة، "وغزة كانت تستهلك حوالي 200 شاحنة في اليوم سابقا، وبعد العدوان تم استنزاف كل ما هو موجود في السوق المحلي".
و عليه، فإن ما تم إدخاله، يضيف، "هو ضئيل جدا، حيث تم شحن شاحنتين فقط من المساعدات الطبية، وباقي الشاحنات تحمل مياها وطعاما، وهذا لا يكفي حتى عدد الموجودين في الملاجئ"، مناشدا جميع المعنيين بضرورة زيادة عدد الشاحنات التي ستدخل إلى غزة بهدف تغطية الحاجة الكبيرة من هاته المساعدات، سيما ما تعلق بالماء الشروب والمواد الطبية والمستلزمات الصحية والطعام.