أكد خبراء مختصون وأطباء وأساتذة باحثون، الاثنين، بقسنطينة خلال ملتقى جهوي حول الوقاية من السرطان، أنه "يتعين على أرباب العمل والموظفين والعمال في مختلف التخصصات والمجالات تغيير العديد من الممارسات المسببة للسرطان في محيط العمل".
ولدى تقديمه للمداخلة الافتتاحية لهذا اللقاء المتعلق بالوقاية من السرطانات في الاوساط المهنية، أبرز المدير المركزي للوقاية من حوادث العمل والأمراض المهنية بالصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، جمال مطاري، أن "الخرجات الميدانية التي قامت بها مصالحه عبر مختلف الورشات والوحدات الصناعية عبر مختلف ولايات الوطن كشفت عن وجود إهمال ملحوظ وعدم الحرص على تطبيق الإجراءات الوقائية عند استعمال المواد الكيميائية التي قد تسبب الإصابة بالسرطان" وهو ما يستدعي -حسبه- "ضرورة التزام أرباب العمل بالتدابير الوقائية للتقليل من نسب الإصابة بالأورام الناجمة عن استخدام وسائل العمل".
وأضاف أنه "خلال الخمس سنوات الأخيرة تم التصريح بما مجموعه 25 حالة سرطان في الوسط المهني فقط على المستوى الوطني، إلا أن الدراسات الحديثة التي قامت بها مصالحه حول المواد المسرطنة بأماكن العمل المدرجة في المخطط الوطني لمكافحة السرطان، كشفت أن عدد الإصابات غير المعلن عنها بهذا النوع من الأورام في الجزائر قد يتراوح بين 2.000 إلى 4.000 حالة" وهو ما يؤكد -حسبه- "وجود نقص في تشخيص هذه الحالات في الجزائر من طرف الأطباء المعالجين".
بدوره، اعتبر رئيس الجمعية الجزائرية لطب العمل، الدكتور مصطفى ناصري، أن "المؤسسات الصحية لا تعمل كثيرا على تشخيص وكشف هذا النوع من الأمراض" وهو ما استدعى تنظيم هذا الملتقى من أجل دراسة سبب عدم التصريح بالسرطانات المتعلقة بالنشاطات المهنية وتحسيس أرباب العمل بواجب حماية العامل وتوفير وسائل السلامة، فضلا عن توعية المصابين بهذه الامراض بحقهم في الحصول على تعويض خاص عن هذه الحالة المرضية.
من جهته، أفاد المكلف بتسيير شؤون وكالة قسنطينة للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، السيد هشام مساعدية، أن هذا الملتقى، الأول من نوعه، "ساهم في تسليط الضوء على المهن والحرف والوظائف المسببة للأخطار والأمراض على غرار صناعة مواد التنظيف والتجميل وتحويل النجارة والخشب باستعمال الملمع والبرنيق والصناعات التحويلية وشبه الصيدلانية و كذا إنتاج مختلف أنواع الطلاء والأسمدة و المبيدات".
وأردف أنه قد تم تنظيم هذا الملتقى الجهوي تحت إشراف وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، والصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء وذلك بالشراكة مع الجمعية الجزائرية لطب العمل.
وقد تخلل هذا اللقاء تقديم مداخلات من طرف أخصائيين في مجال الوقاية وطب العمل حول هذه الأمراض و"مراحل التصريح بالأمراض المهنية" و"المواد المسرطنة بأماكن العمل المعترف بها حسب المخطط الوطني للسرطان".