أكد المدير العام للإذاعة الجزائرية محمد بغالي هذا الخميس، أن الأبعاد السياسية والدبلوماسية والثقافية والحضارية للألعاب المتوسطية التي تحتضنها مدينة وهران الصيف المقبل، تفرض تعاطيا إعلاميا يتماشى وأهمية هذا الحدث المتوسطي وهو ما تدركه مؤسسة الإذاعة الجزائرية جيدا.
وخلال إشرافه بمدينة عنابة على يوم دراسي بعنون " الإذاعة والمشترك المتوسطي "، تطرق محمد بغالي إلى مختلف التحضيرات التي باشرتها الإذاعة الجزائرية قبل صائفة 2021، لمواكبة هذا الحدث المتوسطي الهام، انطلاقا بداية من العد التنازلي قبل 365 يوما من انطلاق الألعاب المتوسطية بوهران عبر بطاقيات تنشر يوميا على المنصات الرقيمة للإذاعة الجزائرية و تترجم إسهامات الجزائر في الإبداع الفكري و الثقافي و الفلسفي و الحضاري و في تكريس ثقافة السلم وثقافة التنافس الرياضي الشريف و النقي في حوض البحر الأبيض المتوسط ،" بلغت إلى غاية اليوم –يضيف بغالي- 175 بطاقية وستستمر إلى غاية نهاية الألعاب "
وتابع المدير العام قائلا " وحتى أيضا قبل بداية العد التنازلي للألعاب برمجت الإذاعة الوطنية من خلال قنواتها الوطنية والموضوعاتية والمحطات الجهوية ومضات وكبسولات تبث كل يوم تتناول نفس النوع من المعلومات حتى تمكن المستمعين مسمعي الإذاعة الوطنية من التعرف على الأبعاد الحضارية والثقافية والسياسية للتظاهرة".
وشدد محمد بغالي على أن التغطية الإعلامية لهذه التظاهرة لن تكون فقط من خلال محطة وهران الجهوية، بل كل الإذاعات الوطنية والإذاعات الموضوعاتية وكل المحطات الجهوية الساحلية وعددها 14 ومنها محطة عنابة طبعا معنية بالترويج لهاته الألعاب وأبعادها الكبيرة.
وكان المدير العام للإذاعة الجزائرية محمد بغالي قد كشف الأحد الماضي عن الشبكة البرامجية التي أعدتها الإذاعة الجزائرية لمرافقة الألعاب المتوسطية إعلاميا.
وفي هذا الصدد أوضح المسؤول ذاته من ولاية عنابة اليوم أن القناة الأولى ستتوجه إلى الجمهور العربي لأنه ليس بالقليل في حوض البحر الأبيض المتوسط، بينما ستتوجه القناة الثانية إلى مستمعيها باللغة الأمازيغية بتنوعاتها الثمانية ، في الوقت الذي ستبث القناة الثالثة البرامج الخاصة بألعاب البحر الأبيض المتوسط بلغات المتوسط الأخرى كالإيطالية الإسبانية واليونانية و التركية و غيرها من اللغات التي تتحدث بها شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط ، ونفس الشي بالنسبة للإذاعة الدولية التي تبث باللغات الأربعة العربية و الفرنسية و الإسبانية و الإنجليزية.
وستكلف القناة الثقافية – يضيف محمد بغالي-بالترويج لمكانة الجزائر الضاربة بجذورها في أعماق تاريخ الإنسان وكيف ساهمت بشكل كبير جدا في الإبداع في الثقافة وفي المسرح وفي السينما وفي الفنون لتشكيلية في البحر الأبيض المتوسط.
وأكد محمد بغالي أن محطة وهران الجهوية ستكون المحطة المركزية طبعا في تغطية هاته التظاهرية الكبيرة "و قررنا في المقر المركزي أن نمنح لهذه المحطة ما يجب أن يمنح من إمكانيات بشرية و تقنية تسمح لها بأداء هذا الدور على الوجه الأكمل و لم نكتف بهذا و إنما شكلنا حول محطة وهران ما يشبه غطاء يدعمها مشكل من 6 إذاعات جهوية محيطة بولاية وهران كعين تموشنت ، مستغانم ، سعيدة و تلمسان لتقدم الدعم البشري واللوجستيكي من أجل أن تنجح هذه التغطية بالإضافة إلى هذا فإن فريقا كبيرا من الصحفيين و المعلقين و المنشطين و التقنيين سينتقل من العاصمة للمساهمة في تغطية تليق بمقام الجزائر كدولة و تليق بمقام الإذاعة الوطنية كمؤسسة إعلامية عريقة و مؤثرة و كبيرة".
وخلص المدير العام محمد بغالي إلى التأكيد على أن ألعاب البحر الأبيض المتوسط ليست رياضية فقط بل " هي رهان ديبلوماسي هي رهان سياسي هي رهان ثقافي هي رهان يجب أن نربحه حتى نثبت للعالم مرة أخرى بأن الجزائر دولة كبيرة ، كبيرة بموقعها الجيوستراتيجي نحن بوابة أوروبا عبر إفريقيا و بوابة إفريقيا نحو أوروبا نحن الدولة الأكبر مساحة في إفريقيا و الوطن العربي و في حوض البحر المتوسط الجزائر ديمغرافيتا دولة متوسطة قريبة من القوة 45 مليون نسمة و هو ليس بالعدد البسيط أيضا الجزائر تملك من التاريخ و الحضارة ما يسمح لها بأن تكون اليوم دولة كبيرة بالإضافة إلى هذا هناك رهانات أخرى هناك رهان ما تتعرض له الجزائر اليوم من مؤامرات شنيعة لم يسبق لها مثيل تريد أن تضرب استقرارها و أمنها و انسجامها هاته المؤامرات ربما كان يعتقد البعض بأنها مبالغ في الحديث عنها أو مضخم الحديث عنها أو في أسوء الحالات هي من نسج الخيال "
وتابع " اليوم الجميع تأكد بأن المؤامرات فعلا موجودة وأن منتجي هذه المؤامرات نعرفهم وأن أهدافهم معروفة ومن بين فرص الرد على هذه المؤامرات هي أن تنجح هذه الألعاب لكي نقول لهؤلاء بأن الجزائر لها إمكانيات بشرية ومادية ما يسمح لها بأن تنضم تظاهرات بهذا الحجم لأنها تملك من التمدن ما يسمح لها بأن تستضيف ما يجب أن يستضاف من أعداد في الظروف الأمثل وبالترحاب الذي يجب ".