أكّد مدير دائرة التمريض بمستشفى غزة الأوروبي، صالح الهمص، اليوم الأحد، أنّ الاحتلال الصهيوني بعدوانه المتواصل على قطاع غزة، حول المشافي إلى "مشارح" و"مقابر" حيث تتكدس الجثث في ساحات المستشفيات، في انتهاك صارخ لأبسط قواعد القانون الدولي الإنساني.
نقلت وكالة الأنباء الجزائرية على لسان الهمص، تأكيده: "المستشفيات حولت فعليا إلى مشارح وإلى مدافن والدليل على ذلك هو تحويل الساحة الخارجية في مستشفى الإندونيسي الذي يقع شمال قطاع غزة، إلى مقبرة للشهداء الذين كانوا موجودين في المستشفى"، لافتاً إلى أنّ "هناك تكدّس عشرات الجثث الآن أمام قسم الاستقبال في مستشفى الشفاء أيضاً".
وأضاف: "كل من يتحرك في مستشفى الشفاء، يتم استهدافه" لافتا إلى أنّ "إصابات كانت السبت أمام البوابة التي تبعد عشرات الأمتار عن قسم الاستقبال، لكن لم يتمكن أحد من الوصول إليها وإسعافها كون أن جميع من يتحرك قد يستهدف برصاص القنّاصة".
وأشار إلى أنّ مائتي من العاملين في القطاع الصحي استشهدوا منذ بداية العدوان
الصهيوني على القطاع في السابع أكتوبر الأخير، مستنكراً غياب الضمير الإنساني، حيث أثبت هذا العدوان الصهيوني على غزة - كما قال - إنّ "الكذبة الكبرى التي كنا نسمع عنها سابقاً، بأنّ هناك ضميراً لهذا العالم وأن هناك منظمات لحقوق الإنسان، قد انكشفت، حيث أنّ حقوق الإنسان تنتهك في غزة منذ 37 يوماً ولا أحد يحرك ساكناً".
في هذا الإطار، أكّد أنّ هناك طرف "فوق القانون" اسمه الكيان الصهيوني، "ينفّذ ما يريد، وبالطريقة التي يريد، دون أي حسيب ولا رقيب"، وأردف قائلاً: "لا منظمات حقوق الإنسان ولا منظمة العفو الدولية ولا منظمة الصحة العالمية ولا الأمم المتحدة ولا غيرها قادرة على إيقاف هذا العدوان"،
مستدلاً بتعرض القوافل التي تحركت قبل عدة أيام من جنوب قطاع غزة وعليها إشارة الصليب الأحمر، والتي تم استهدافها من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
واعتبر صالح الهمص، تحجج الكيان الصهيوني باختباء عناصر المقاومة
الفلسطينية في المستشفيات لاستهدافها "حججاً واهية" و"كذبةً كبرى"، يبرّر بها عدوانه، مذكّراً بالمطالب التي رُفعت من أجل أن تكون هناك لجنة تحقيق أممية تحقق بهذا الموضوع.
وعن الوضع في مستشفى غزة الأوروبي، قال الهمص إنّه "صعب جداً، حيث أنّ عدد أسرّة المبيت تضاعف وعدد أسرة العناية المركزة تضاعف أربعة أضعاف، حيث لا يوجد سرير واحد في المستشفى جاهز لاستقبال مريض، وعدد المصابين في بعض الأقسام وصل إلى 65 مصاباً".