أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة اليوم الاثنين بولاية الأغواط أن "ذكرى محرقة الأغواط والمقاومة الشعبية الكبرى تذكرنا بتضحيات أبطال حطموا كبرياء المستعمر".
وأوضح الوزير لدى إشرافه على مراسم إحياء الذكرى الـ171 لمحرقة الأغواط (4 ديسمبر 1852) "أن ذكرى محرقة الأغواط والمقاومة الشعبية الكبرى التي شهدتها المنطقة تعتبر شاهدا يذكرنا بتضحيات هؤلاء الأبطال الذين حطموا كبرياء المستعمر الفرنسي".
وأضاف السيد ربيقة "أن الذكرى تعود لتجمعنا بعهد الأجيال المحافظة على ذاكرتها، وليس هناك عهدا ولا ميثاقا أرسخ في الوجدان من ميثاق كتب بمداد من الدم، وهو دم الشهداء الأبرار".
وقال الوزير: "نستحضر اليوم الذكرى 171 لمحرقة الأغواط ولا يسعنا إلا أن نقف وقفة إكبار وإجلال وشموخ، ونتذكر تضحيات الأجيال من أسلافنا الذين نذروا أنفسهم عبر نضال مرير وكفاح شاق من أجل الوطن، مدركين أن التضحية والصمود والشهادة هي الثمن لنعيش أحرارا على أرضنا".
وأشار الوزير "أن ولاية الأغواط هي الحاضرة الوطنية والروحية وقلعة من قلاع جزائرنا الثائرة في وجه الاستعمار والتي اختارت من أبنائها البررة شهداء عظماء سقت بدمائهم أرض الوطن ومجاهدين واصلوا العهد وصانوا الأمانة لتحيا الجزائر حرة مستقلة".
واستطرد قائلا: "إن الاستعمار لجأ في الجزائر طيلة 132 سنة إلى حرب إبادة شاملة تجاوزت كل حدود الفظاعة والهمجية معتمدا على السلب والنهب والتخريب والمجازر ضد السكان العزل والحرق والإبادة الجماعية والتصفية الجسدية"، مؤكدا أن محرقة الأغواط تعد من الجرائم الاستعمارية التي يندى لها جبين الإنسانية، حيث أباد فيها المستعمر الثلثين من ساكنة مدينة الأغواط وما جاورها.
وأضاف: "ها هي نفس مشاهد البشاعة الاستعمارية التي عاشها الشعب الجزائري تتكرر اليوم في فلسطين الشقيقة لتكشف عن الوجه المخزي للكيان الصهيوني بمناوراته السياسية ومراميه الاستيطانية والتهجيرية، وأن شعبنا الأبي يقف باعتزاز وشرف مع كفاح الشعب الفلسطيني".
وذكر السيد ربيقة في ذات السياق أن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أكد في رسالته بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني أن الجزائر التي دفعت الثمن غاليا لاستعادة سيادتها واستقلالها والتي كانت أرضها شاهدة على إعلان قيام الدولة الفلسطينية قبل 35 سنة ستبقى على العهد داعمة لقضايا التحرر ولن تألوا جهدا في دعم صمود الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه كاملة غير منقوصة.
وقبل ذلك أشرف الوزير على مراسم الترحم على أرواح الشهداء الأبرار بمقبرة المقاومة الشعبية بمدينة الأغواط بحضور السلطات الولائية وأفراد العائلة الثورية بالولاية.
تجدر الإشارة أن برنامج تخليد الذكرى الـ171 لمحرقة الأغواط الذي تحتضنه جامعة "عمار ثليجي" يتضمن ندوة وطنية تاريخية التي تنظم بالتنسيق مع إذاعة الجزائر الدولية بعنوان "الإبادة عقيدة احتلال، مشاهد عام الخلية تتكرر في غزة" التي يؤطرها أساتذة وباحثون، إضافة إلى إصدار طابع بريدي مخلد للذكرى، إلى جانب تكريم عدد من أعضاء الأسرة الثورية وباحثين جامعيين بالولاية.