صحيفة ألمانية: الحرب المستعرة في الصحراء الغربية تنهك النظام المغربي

الجيش الصحراوي يستهدف مواقع جنود الاحتلال المغربي
31/12/2023 - 18:07

أكدت صحيفة "يونكا فيلت" الألمانية أن الحرب المستعرة في الصحراء الغربية المحتلة، منذ 13 نوفمبر 2020 بعد خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار والعودة إلى مربع الصفر، تنهك الاحتلال المغربي، مشيرة إلى أن تطبيع المخزن مع الكيان الصهيوني جعل الرباط في مواجهة مع الشعب المغربي الرافض لهذا القرار.

كما توقف صاحب المقال، الصحفي الألماني "يورغ تيدشن " المتخصص في قضية الصحراء الغربية، عند "الانحراف المفاجئ" لموقف رئيس الوزراء الإسباني"بيدرو سانشيز" تجاه قضية الصحراء الغربية، مضيفا بأن "أسباب هذا الانحراف الذي تم بـ 180 درجة غير واضحة حتى اليوم".

وأبرز، في السياق، أن "سانشيز ليس من بادر بالإعلان عن هذا "الموقف المفاجئ" في ذلك الوقت بل أعلنه الجانب المغربي الذي نشر مقتطفات من رسالة يزعم أن رئيس الوزراء الاسباني كتبها إلى ملك المغرب، مردفا: "أصل هذه الرسالة لم يظهر بعد، وتستمر الشائعات بأن المغرب كانت له أوراق ضغط لإحداث هذا التحول".

من جهة أخرى، تناول  الصحفي  الألماني و بإسهاب ما يعرف بفضيحة  "ماروك- غايت" التي انكشفت خيوطها نهاية عام 2022، عندما اعتقل المحققون البلجيكيون مجموعة من البرلمانيين والسياسيين في الاتحاد الأوروبي ومعاونيهم بحقائب معبأة بالأوراق النقدية في مداهمة كبرى، و التي كانت العنوان الأبرز لسياسة "دفع الرشاوى واستغلال النفوذ على مستوى البرلمان الأوروبي".

واستدل في هذا الإطار بما أوردته صحيفة" لوسوار" البلجيكية، استنادا إلى تحقيقات الأمن البلجيكي نهاية العام 2021 بعد تلقيها لمعلومات "من جهاز استخبارات أجنبي"، مفادها أن المغرب يوظف "أشخاصا مقربين من البرلمان الأوروبي" من أجل "التلاعب بأعضاء لجان البرلمان الأوروبي" لتبني مواقف تخدم مصالح المغرب، و خاصة ما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية المحتلة.

كما تطرق "يورغ تيدشن " إلى فضيحة تجسس المخزن عبر البرنامج الصهيوني "بيغاسوس"، موضحا أن منظمة "سيتيزن لاب" الكندية كشفت في العام 2016 أن المغرب كان إحدى الدول التي استخدمت برنامج التجسس الصهيوني.

تطبيع المخزن مع الكيان الصهيوني وضع الرباط في مواجهة مع الشعب

وأبرز، في السياق، أن الرباط لم تكن تتجسس فقط على المعارضين في بلدها، ولكن أيضا على سياسيين أجانب من أمثال رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، مذكرا بأن البرلمان الأوروبي، بعد تلقي التقرير النهائي للجنة التحقيق في هذه الفضيحة، أصدر  قرارا وبخ فيه المغرب بسبب قضية "بيغاسوس" الصيف الفارط.

ولم يستبعد الإعلامي الألماني أن تكون "السلوكات الطائشة للرباط السبب وراء تساهل الاتحاد الأوروبي بقبول انتهاء سريان العمل باتفاق الصيد البحري مع المغرب خلال الصيف المنصرم"، مشيرا إلى  انه سبق لمحكمة العدل الأوروبية أن خلصت إلى أن الاتفاق "يعد لاغيا وغير قانوني"، بسبب استغلال مناطق الصيد الواقعة في إقليم الصحراء الغربية تحت غطاء الاتفاق المذكور.

يشار إلى انه من المتوقع  صدور الحكم النهائي لمحكمة العدل الأوروبية حول الدعاوى التي رفعتها جبهة البوليساريو بخصوص هذه الاتفاقيات و  الاستئناف الذي قدمته مفوضية الاتحاد الأوروبي، خلال الثلاثي الأول من عام 2024.

وقال الصحفي الألماني في هذا الصدد: "إذا ما ثبتت محكمة العدل الأوروبية الحكم الحالي، فمن المرجح أن تصبح أحلام "الهيدروجين الأخضر" الذي منشأه أراضي الصحراء الغربية المحتلة في مهب الريح".

وتطرق الصحفي أيضا إلى فضيحة "فريق خورخي" و هو عبارة عن وكالة تضليل صهيونية متخصصة في التأثير على الجمهور عبر نشر الأخبار المزيفة حول العالم، مذكرا في هذا الإطار بإقالة مقدم برامج التلفزيونية في قناة" BFM " التلفزيونية الفرنسية، رشيد مباركي، والذي كان متورطا في حملة "فريق خورخي" لصالح احتلال المغرب للصحراء الغربية، حسبما كشف عدد من الصحفيين الاستقصائيين العاملين بمشروع "فوربيدن ستوريز"  بداية العام 2023.

في ختام المقال، أكد الصحفي الألماني أن" تطبيع المخزن مع الكيان الصهيوني، نهاية 2020، وضع الرباط في مواجهة مع الشعب المغربي، مشيرا إلى أن الملك المغربي محمد السادس الذي يرأس "لجنة القدس"، وهي إحدى المؤسسات المسؤولة عن حماية الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، لم يفعل شيئا وبقي عاجزا أمام الاعتداءات  المتكررة على المسلمين في المدينة المقدسة.

وابرز في سياق ذي صلة أن "النظام المغربي قام بحظر ومنع التظاهرات المتضامنة مع  فلسطين في البلاد، و هذا حتى بعد أحداث 7 من أكتوبر الماضي (بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة) و"هو ما يضع الملك المغربي في موقف لا يحسد عليه".