أكدت جبهة البوليساريو اليوم الأحد أن اعتراض المغرب على زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، ستافان دي مستورا إلى جنوب إفريقيا، يثبت عدم توفر أي إرادة سياسية لدولة الاحتلال للانخراط بجدية ومسؤولية في عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية.
وأوضح ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع بعثة الامم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (المينورسو)، سيدي محمد عمار في بيان له، أن "الدولة المغربية المارقة ليست في وضع يسمح لها بوعظ الآخرين حول القانون الدولي، لأنها تواصل احتلالها غير الشرعي لأجزاء من الصحراء الغربية المدرجة في جدول أعمال الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار".
وأضاف سيدي عمار أنه من المعروف جيدا أنه في الوقت الذي تتخذ فيه جنوب إفريقيا خطوات "جريئة" لمحاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه المستمرة في فلسطين، "فإن دولة الاحتلال المغربي، وهي تذرف دموع التماسيح على الشعب الفلسطيني، تستمر في بذل كل ما في وسعها لتقويض الحقوق الفلسطينية المشروعة من خلال التواطؤ السافر مع الاحتلال الصهيوني".
وحسب الدبلوماسي الصحراوي، فإن "ما لا شك فيه أن دولة الاحتلال المغربي ليس لديها أي إرادة سياسية على الإطلاق للانخراط بجدية ومسؤولية في عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية، وبالتالي فإن لغة الابتزاز والتهديد التي استخدمها ممثل دولة الاحتلال المغربي فيما يتعلق بزيارة دي ميستورا إلى جنوب إفريقيا هي مثال آخر على الأساليب المحسوبة والملتوية التي استعملتها دولة الاحتلال المغربي تجاه المبعوثين الشخصيين السابقين للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، مما دفع معظمهم إلى الاستقالة لسبب أو لآخر".
وذكر الدبلوماسي الصحراوي، الاحتلال المغربي "بأنه من ضمن ولاية المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية التواصل مع الدول الأعضاء، كما أكد مؤخرا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، وأن المبعوث الشخصي يمثل الأمم المتحدة ومسؤول أمامها وليس أمام دولة الاحتلال المغربي".
وأضاف أنه منذ تعيينه كمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية في 6 أكتوبر 2021، قام دي ميستورا بزيارة بلدان عديدة، وبالتالي فإن زيارته إلى بريتوريا تندرج في نطاق ولايته، "لا سيما بالنظر إلى التزام جنوب إفريقيا القوي بنظام دولي قائم على القواعد، فضلا عن دعمها وتعزيزها للحلول السلمية والعادلة للنزاعات في إفريقيا وخارجها".
واسترسل في السياق يقول إن «دفاع جنوب إفريقيا الثابت عن تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وتضامنها القوي مع الشعب الصحراوي دليل آخر على التزامها القوي بحق الشعوب غير القابل للتصرف في تقرير المصير والحرية طبقا لمبادئ القانون الدولي ذات الصلة".
وهنا ذكر سيدي عمار أن القضية التي رفعتها مؤخرا جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد الكيان الصهيوني بسبب حرب الإبادة الجماعية المستمرة التي يشنها ضد الشعب الفلسطيني "ليست سوى مثالا على ذلك الالتزام بمركزية سيادة القانون والمعارضة الحازمة للإفلات من العقاب".
في الختام، جددت جبهة البوليساريو التأكيد على التزامها بالتعاون مع جهود كل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بغية إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا، "وبنفس القدر، تعيد جبهة البوليساريو التأكيد بقوة على تمسكها الثابت بالدفاع، وبكل الوسائل المشروعة، عن حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف وغير القابل للمساومة ولا للتقادم في تقرير المصير والاستقلال".