شرع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أول السعيد شنقريحة, ابتداء من هذا الإثنين، في زيارة عمل وتفتيش تدوم يومين الى الناحية العسكرية السادسة بتمنراست, حسبما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الوطني.
وأوضح نفس المصدر أنه "في إطار الزيارات الميدانية إلى مختلف النواحي العسكرية, الهادفة إلى متابعة مدى تنفيذ برنامج التحضير القتالي لسنة 2024/2023 على مستوى وحدات الجيش الوطني الشعبي, شرع السيد الفريق أول السعيد شنقريحة, رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, ابتداء من يوم الاثنين 26 فيفري 2024 في زيارة عمل وتفتيش تدوم يومين إلى الناحية العسكرية السادسة بتمنراست".
وقد استهلت هذه الزيارة من "مقر قيادة الناحية العسكرية السادسة, حيث وبعد مراسم الاستقبال من طرف اللواء محمد عجرود, قائد الناحية, وقف السيد الفريق أول وقفة ترحم على روح المجاهد المتوفى هيباوي الوافي الذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه, حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد له وتلا فاتحة الكتاب ترحما على روحه الطاهرة وعلى أرواح الشهداء الأبرار".
وعقب ذلك, كان للسيد الفريق أول لقاء مع إطارات ومستخدمي الناحية العسكرية السادسة, بث عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد إلى جميع وحدات الناحية, حيث ألقى بالمناسبة كلمة توجيهية أكد فيها أن "الجزائر، الوفية لمبادئها، ستقف دائما مع القضايا العادلة عبر العالم وعلى رأسها القضيتان الفلسطينية والصحراوية".
وقال بهذا الخصوص: "من هذا المنطلق كانت الجزائر ولا تزال تدافع وتقف إلى جانب القضايا العادلة في العالم, على غرار القضيتين الصحراوية والفلسطينية, لأن الاحتلال ليس مجرد ممارسات قمعية ضد الشعوب المحتلة, بل هو سطو على كيانها وهويتها ومقدراتها، بل وحق مواطنيها في الحياة, وما يتعرض له الشعبان الشقيقان في كل من فلسطين والصحراء الغربية المحتلتين يبرز أبشع صور التنكيل بالمدنيين, خاصة منهم الأطفال والنساء والشيوخ, دون مراعاة أبسط القواعد الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني".
و أضاف أنه "وعلى الرغم من التباعد الجغرافي بين فلسطين والصحراء الغربية إلا أن معاناة الشعبين تتقاطع وتتشابه في الكثير من الجوانب, حيث تتفنن قوى الاحتلال في ممارسات القهر والظلم والاستبداد والسعي بكل الوسائل إلى تشويه وطمس هوية الشعوب المحتلة والدوس على كرامتها, بانتهاج سياسة الاعتقالات التعسفية والقتل والتجويع والتهجير الجماعي وإقامة جدران الفصل العنصري والاستغلال الجائر لمواردها الأولية، وشجعهم في ذلك ازدواجية معايير الإعلام الدولي لتبرير الاحتلال باستخدام التضليل وترويج صور مغلوطة تقلب الحقائق وتصور المعتدي في ثوب الضحية وتجرم المقاومة المشروعة".
وأكد الفريق أول أن "إرساء موجبات مجتمع دولي قوي ومتضامن يبقى الحل الأمثل لمواجهة انتهاكات حقوق الإنسان الناجمة عن الاحتلال في كل مكان"، مشيرا الى أنه "مهما اختلفت الثقافات والجغرافيا, يبقى الاحتلال يمثل جوهر الظلم والمساس بالكرامة الإنسانية, كما أن استمرار الاحتلال وقمعه للمقاومة الشعبية وجعلها مرادفة للإرهاب في ظل صمت وتقاعس المجتمع الدولي على رفع هذا اللبس المقصود وإقرار حق الشعوب في تقرير مصيرها" وأن "استمرار الاحتلال في اقترافه لمثل هذه الممارسات المشينة يهدد الأمن والسلام الدوليين".
لذلك --يستطرد الفريق أول-- فإنه "يتعين على كل أحرار العالم الحرص, أكثر من أي وقت مضى, على تضافر الجهود لمواجهة الاحتلال, في كل مكان, من خلال إرساء موجبات مجتمع دولي متضامن ضد هذه الانتهاكات التي ولى عليها الدهر والتأسيس لمستقبل يسوده العدل والسلام واحترام حقوق الإنسان وتحقيق الكرامة الإنسانية لجميع الأمم دون استثناء".
وفي ختام اللقاء, أسدى رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي جملة من التوجيهات والتعليمات التي تندرج في مجملها في إطار "تحسين الظروف المعيشية والعملية للمستخدمين" وكذا "رفع الأداء ودرجة اليقظة والحيطة لمواجهة كافة التحديات الأمنية على مستوى هذه الناحية الحساسة" قبل أن يفسح المجال, عقب ذلك, لإطارات الناحية للتعبير عن انشغالاتهم واقتراحاتهم, وفقا لذات المصدر.