صدر للكاتب محمد شفيق مصباح، كتاب جديد تحت عنوان "الأيديولوجية السياسية والحركة الوطنية في الجزائر: من مشاريع أحزاب إلى مشروع النهضة الوطنية"، تناول فيه الأسس السياسية والإيديولوجية لتيارات الحركة الوطنية الجزائرية خلال الفترة الممتدة بين سنوات 1936 و 1956 والعلاقة بين الجيش والأمة.
وقدم المؤلف ضمن محاور إصداره عرضا منهجيا حول أصول الحركة الوطنية الجزائرية والتيارات السياسية المختلفة التي كانت تشكلها, وتشمل تلك التيارات : التيار الوطني (نجم شمال إفريقيا و حركة انتصار الحريات الديمقراطية وحزب الشعب الجزائري) الذي كان صلب الحركة وفقا للمسار العضوي الذي تميز به، ثم التيار الاصلاحي البورجوازي, فالحركة الاصلاحية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين والتيار الشيوعي، فضلا عن تصورات مشروع النهضة الوطنية ومنطلقاته النظرية الأساسية.
ويعد الكتاب ثريا بمصادره الوثائقية المكتوبة وأيضا بشهادات مباشرة تم جمعها من الفاعلين وقادة الحركة الوطنية الجزائرية الذين كانوا على قيد الحياة آنذاك, حيث صدرت منذ ذلك الحين منشورات ومذكرات لأولئك القادة أنفسهم ولفاعلين آخرين .
ويختتم مؤلف الكتاب، محمد شفيق مصباح الذي انضم إلى صفوف الجيش الوطني الشعبي في سن مبكرة بحثه بالتركيز على إشكالية أساسية تتمثل في العلاقة بين الجيش والأمة, وهي إشكالية برزت منذ السنوات الأولى للثورة التحريرية، كما تطرق إلى المكانة السياسية للجيش ودوره المؤسساتي في الديمقراطيات الليبرالية والدول الإشتراكية، كما أشار الى العلاقة بين الجيش ومشروع النهضة الوطنية.
واختار محمد شفيق مصباح أن تكون مقدمة كتابه بقلم العقيد الراحل يوسف الخطيب المعروف بـ"سي حسان", المجاهد والمقاوم الفكري الذي أشرف على قيادة الولاية التاريخية الرابعة لجيش التحرير الوطني, وكل هذا يدل على أن المنتوج الفكري الذي يقدمه لا يزال يتمسك بدقته وأصالته.