أكد مسؤول العلاقات السياسية بمكتب جبهة البوليساريو باسبانيا, سلامو حمودي بشري, ان مصادقة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإسباني بالاغلبية, على مقترح يدعو الحكومة لتصحيح موقفها حول الصحراء الغربية والعودة الى التوافق السياسي, يعتبر "انتصارا للقضية وللشرعية الدولية".
وأوضح المسؤول الصحراوي في تصريح لوأج أن ظهور مثل هذه المبادرات الحزبية و خاصة من طرف حزب الشعب الفائز في الانتخابات التشريعية الاخيرة والذي يتوفر على أكبر قاعدة جماهرية في اسبانيا ودعوته الحكومة الائتلافية بقيادة بيدرو سانشيز إلى الامتثال للإرادة التي عبر عنها مجلس النواب عام 2022 دفاعا عن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي, ما هو "الا دليل على انتصار القضية الصحراوية و الشرعية الدولية".
وكان البرلمان الاسباني اعتمد سنة 2022 مشروع اقتراح مماثل تقدم به كلا من حزب "بوديموس" (نستطيع) وحزب "اليسار الجمهوري لكتالونيا", الى جانب تحالف "بيلدو" (تجمع بلاد الباسك), ينتقدون من خلاله موقف سانشيز "الاحادي الجانب" ويدعون فيه الى تصحيح الموقف الاسباني الرسمي الجديد, مع التشديد على ضرورة التأكيد على قرارات الامم المتحدة الداعمة لتنظيم استفتاء تقرير مصير شعب الصحراوي.
وأضاف الدبلوماسي الصحراوي أنه "اذا تحدثنا عن ما حدث في أروقة البرلمان الأسباني حول القضية الصحراوية يمكننا اختصاره بأنه تأكيد واضح على عدم دعم حزب الشعب (القوة الثانية في اسبانيا) لحكومة سانتشيز".
كما أن دعوة الحكومة للعودة الى الموقف الأسباني تجاه القضية الصحراوية أو ما يسمى الموقف التوافقي، الذي كانت تجمع عليه كل الاحزاب, تؤكد, حسب السيد سلامو, على أنه " دعم كامل لشرعية القضية الصحراوية العادلة و لقرارات الامم المتحدة ولحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره".
وعليه, يرى ممثل البوليساريو أن هذا الاجماع الذي عبرت عنه الاحزاب السياسية الإسبانية من اليمين المتطرف إلى اليسار على موقف موحد من القضية الصحراوية, يمثل "إجماعا تاريخيا أولا من نوعه تجاه اي قضية تم طرحها في البرلمان الاسباني".
واذ ثمنت جبهة البوليساريو, باسم الشعب الصحراوين, الخطوة التي أقدم عليها حزب الشعب الاسباني, أكدت أنها "دليل واضح على أن الحزب الاشتراكي الممثل برئيسه بيدرو ساننشيز يعيش عزلة و أضحى وحيدا في موقفه المتذبذب تجاه القضية الصحراوية".
وقال ممثل جبهة البوليساريو أن مثل هذه المبادرات "تبرهن على هزيمة و تخبط الحزب الاشتراكي و فشله الذريع في الترويج لموقفه غير الشرعي اتجاه القضية الصحراوية العادلة".
وفي الاخير, تأسف لامتناع الحزب الاشتراكي عن التصويت إلى جانب جميع الاحزاب لصالح الشرعية الدولية, مجددة رفض جبهة البوليساريو الكامل لتعنت رئيس الحكومة الاسبانية غير الشرعي و الداعم للمقترح المغربي لتسوية النزاع في الصحراء الغربية, في "تناقض تام" مع مبادئ الامم المتحدة و حرية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.