التراث الجزائري تحت مجهر المدرسة العليا الجزائرية للأعمال

المدرسة العليا الجزائرية للأعمال
31/03/2024 - 16:26

خصّصت المدرسة العليا الجزائرية للأعمال، السبت، النسخة الثالثة من سهرة "مؤتمرات الامتياز" للحديث عن التراث الجزائري في الفنين التشكيلي والموسيقي، وتجلياته في سائر الفنون، واهتمت بالبحث في كيفية تحفيز المبدعين وتعزيز مكانتهم في السوق الوطنية والدولية من خلال مشاريع استثمارية واعدة بالتعاون مع مختلف القطاعات المختصة في المجال الثقافي والاقتصادي.

شهد اللقاء مقاربة مساري الفنان التشكيلي مصطفى عدان والموسيقار نور الدين سعودي، في هذا الصدد، خاض عدان في مسيرته الفنية الثرية بصفته نحاتاً وخزّافاً ومصمّماً ومهندساً داخلياً، وواحداً من مؤسسي مجموعة "أوشام" (1967)، إلى جانب ما قدّمه و ما يزال للجزائر من أعمال مبتكرة ومميّزة من لوحات فنية وجداريات وشعارات ومنحوتات مستمدة من التراث الجزائري وتنوّعه.

ونوّه عدان إلى أنّ لوحاته عكست تأثره بالرموز الثقافية المتعددة في الوطن والتي نعثر عليها في زربية غرداية أو الفخّار الأمازيغي، وتحكّمه في تقنية النحاس المطلي وهي مربعات نحاسية صغيرة الحجم يضع عليها التشكيلي إلهامه لتمنحه لوحة متكاملة لها معنى ودلالات فنية وجمالية.

وفي محاضرته الموسومة "الأندلسي، رقصة بألف إيقاع ونغمة، الفن والتاريخ"،  أبرز سعودي الديناميكية التي ظلت الأساليب الموسيقية الجزائرية تستلهمها من التراث الأندلسي، مستعيناً بشروحات تاريخية للتعريف بالموسيقى الأندلسية، ومقدّماً في الوقت نفسه نبذة عن الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية بمدارسها الثلاث "الغرناطية" التلمسانية و"الصنعة" العاصمية و"المالوف" القسنطيني، ليستفيض بالشرح في أهمية النوبة وحركتها المرتبطة بالزمن والمزاج والإلهام وما يترتب عنها من أحاسيس ومشاعر.

وثمّن سعودي الدور الذي تلعبه مختلف الطبوع الجزائرية التي تفرعت عن الموسيقى الأندلسية من حوزي وعروبي وشعبي وأيضا ساحلي، مشيراً إلى وجود آلات موسيقية جزائرية خاصة بهذا المجال وهي "القويطرة العاصمية" و"العود العربي" اللذان يمنحان الجوقة صوتا مغايرا ومميزاً للغاية.

وتوّج سعودي مداخلته بالإشراف على ورشة عمل موجّهة إلى طلبة المدرسة العليا للأعمال والحاضرين لتعميق معارفهم وثقافته الفنية في هذا المجال.

من جهته، قال مدير المدرسة، كريم كيارد، إنّ مدرسة الأعمال بالجزائر ومن خلال هذه اللقاءات الفنية والثقافية التي تنظمها بمقرها في ضاحية الصنوبر البحري للعام الثالث توالياً "تسعى إلى توسيع الأفق والمعارف وتوعية الطلبة والمهتمين بعالم المؤسسات الناشئة بأهمية الاشتغال على التراث الجزائري".

وجرى التذكير بمشروع حاضنة "مبادرة Art" الذي أطلقته مؤخرا وزارة الثقافة والفنون وهي مبادرة مبتكرة تهدف إلى دعم وتعزيز الصناعات الإبداعية في الجزائر، بالشراكة مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية، والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والمدرسة العليا الجزائرية للأعمال.

وتهدف هذه المبادرة إلى اختيار ودعم ما بين 15 و20 شركة ناشئة، صغيرة ومتوسطة، من جميع أنحاء الوطن، تمارس نشاطها في مجالات الصناعات الإبداعية المختلفة، على غرار الفنون والتصميم والإعلام والترفيه والتكنولوجيا الإبداعية، وهي موجهة لفائدة الراغبين في تثمين تراثهم الثقافي وتحفيز إبداعهم وتعزيز مكانتهم في السوق.