أكّد الخبير العسكري السوري، اللواء محمد عباس، أنّ ردّ إيران الرادع قبل 72 ساعة ورّط الكيان الصهيوني أكثر، ويجعل باب السيناريوهات مشرّعاً.
في حوار خصّ به برنامج "ضيف الدولية" على أمواج إذاعة الجزائر الدولية، هذا الثلاثاء، أوضح اللواء محمد عباس أنّ الردّ الإيراني كان بمثابة استعراض للقوة في منطقة ملتهبة يسعى فيها الكيان الصهيوني إلى بسط سيطرته وهيمنته العسكرية.
وأضاف: "إيران استطاعت عبر ردّها على استهداف قنصليتها، أن تثبت قدرتها على ردع كل من تسوّل له نفسه المساس بسيادتها، مشيراً إلى امتلاك إيران صواريخ وأسلحة محلية الصنع تصيب أهدافها بدقة عالية".
وقال عباس: "إيران استطاعت أن تثبت وجودها كقوة إقليمية عظمى لا يمكن تجاهلها، ولا يستطيع الكيان الصهيوني أن يعتدي عليها بهذه الطريقة.
وأكد "ضيف الدولية" أنّ "إيران نفّذت مهمتها العسكرية ضدّ أهداف عسكرية ولم تستهدف بنى تحتية أو منشآت مدنية، ولم يتعرّض المستوطنون الصهاينة للأذى".
وتابع عباس: "لم تقصف طهران أي قنصليات أو بعثات دبلوماسية لتثبت التزامها مرة أخرى بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تضمن حماية البعثات وعدم التعرّض لها، خلافاً للاعتداء الصهيوني على قنصلية إيران في دمشق الذي يشكّل سابقة في التاريخ الدبلوماسي المعاصر".
واسترسل المتحدث ذاته: "إيران أعلنت أنّ هدفها هو التأثير الناري وتدمير الأهداف التى اعتدت على السيادة الإيرانية، واستطاعت أن تثبّت معادلات إيصال صواريخها بدقة وأغرقت الدفاع الجوي الصهيوني بطائرات مسيّرة وصواريخ بالستية ريثما تصل الصواريخ الحقيقية التي كانت تحمل رؤوساً متفجرة قادرة على تنفيذ التأثير التدميري للأهداف المنتقاة".
وأردف: "الآن بات الجميع يدرك أنّ إيران تمتلك من القدرات الصاروخية القادرة على قطع مسافات بعيدة تزيد عن الألفي وخمسمائة كيلومتر وإصابة أهدافها بدقة".
وعن غياب عنصر المباغتة، لاحظ "ضيف الدولية" أنّ الطائرات المسيّرة يتم مراقبة تحركاتها ورصدها عبر الأقمار الصناعية، كما أنّ المجال الجوي مليء بالطائرات المدنية، وعليه فالأجدى إنسانياً أن تبلغ إيران كل الدول التي ستعبر بها، ما جعل الأردن ولبنان والسعودية تغلق مجالاتها الجوية.
واعتبر اللواء عباس أنّ خيارات الكيان في الردّ، ستجعلها تتورط في تنفيذ ضربات صاروخية عميقة في لبنان أو استهداف مواقع الحرس الثوري الايراني أو سوريا، وإذا كانت المغامرة أكبر من ذلك ونفّذ ضربات باتجاه طهران، فهذا يعني أنّ الباب سيكون مفتوحاً أمام خيارات أكثر سوداوية.
وانتهى الخبير العسكري السوري إلى التشديد على أنّ الكيان الصهيوني هو الذي أشعل ولا يزال يُشعل بؤر التوتر في المنطقة، وهو الذي يعرّض أمن واستقرار المنطقة والعالم كله، ليكون على أبواب حرب اقليمية قد تتدحرج إلى حرب عالمية.