شهدت الدبلوماسية الجزائرية، ديناميكية غير مسبوقة منذ انتخاب السيد عبد المجيد تبون، رئيسا للجمهورية. فخلال أربع سنوات، عمل رئيس الجمهورية على فتح ملفات عديدة، منحت للسياسة الخارجية أبعادا جديدة، على غرار البعد الاقتصادي والثقافي والروحي. ولقد كان الرئيس، خلال حملته الانتخابية، قد أكد في تعهده الـ49 على وضع معالم لدبلوماسية "اقتصادية هجومية" في خدمة التنمية الوطنية والمؤسسات والمستثمرين العمومين والخواص.
لا شك أن الجزائر تعد فاعلا بارزا في مجال المحروقات، خصوصا بالنسبة إلى الغاز الطبيعي الذي أصبح منذ الحرب الروسية الأوكرانية ورقة جيواستراتيجية محل تجاذبات بين الدول المصدرة والمستوردة لهذه المادة الطاقوية الحيوية لاقتصادات البلدان.
في هذا السياق، انتظمت القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، التي انعقدت شهر مارس الماضي بالجزائر، حيث شهدت حضورا قويا لقادة الدول ولأول مرة تسجل حضور 09 رؤساء دول بالإضافة إلى توسع المنتدى بانضمام كل من موريتانيا والسنغال والموزمبيق.
وسمحت القمة باتخاذ قرارات تاريخية منبثقة تضمنها "اعلان الجزائر" الذي شدد على ضرورة تعزيز مكانة منتدى الدول المصدرة للغاز، من خلال الترويج لحضوره دوليا واستقطاب أعضاء جدد وتشجيع الشراكات وتيسير الحوار بين المنتجين والمستهلكين.
وكان إعلان الجزائر فرصة للتأكيد على أن الغاز يعد طاقة نظيفة يساعد على الانتقال الطاقوي مثلما أكده رئيس الجمهورية حينما قال إننا "سنستثمر وننتج أكثر في الغاز الطبيعي باعتباره المورد الطاقوي الأقل تلويثا".