سلط المشاركون في افتتاح الطبعة الـ24 للصالون الدولي للزراعة وتربية المواشي والصناعات الغذائية (سيبسا-فلاحة ابداع)، اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، الضوء على دور الجزائر في ترقية الاقتصاد والأمن الغذائي في إفريقيا، مؤكدين على أهمية مساعيها لتعزيز التعاون جنوب-جنوب.
وفي هذا الإطار أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية، يوسف شرفة، في كلمة له بالمناسبة، على مساهمة الجزائر واستمرارها في بذل الجهود لترقية الاقتصاد في القارة الإفريقية، لاسيما في مجال الأمن الغذائي، من خلال تعزيز الزراعات الصحراوية وتطوير الاستثمارات في إطار التعاون جنوب-جنوب.
وأوضح السيد شرفة في كلمة، ألقاها نيابة عنه الأمين العام للوزارة أن "الجزائر مازالت تواصل جهودها في مجال ترقية الاقتصاد في القارة الإفريقية، لاسيما في ملف الأمن الغذائي من خلال تشييد عدة منشآت ضرورية لتعزيز التبادل"، خاصا بالذكر الطريق العابر للصحراء الذي يربط 6 دول إفريقية وفتح المعبر الحدودي الجزائري الموريتاني ومعبر حدودي مع جمهورية ليبيا.
وتعد هذه المنشآت حسب الوزير "خير دليل على الإرادة الراسخة لدى السلطات العليا في البلاد لانعاش التجارة في إفريقيا، إلى جانب تشجيع تجارة المقايضة وفتح مخابر بيطرية ومذابح في الجنوب ومنصات لوجيستية".
وأضاف أن الجهود المبذولة جعلت الجزائر محل إشادة لدى المنظمات الدولية بخصوص تجربتها الرائدة في ضمان استدامة الأمن الغذائي.
كما استغل الوزير الفرصة للتذكير بالمحاور الكبرى للاستراتيجية الوطنية التنموية التي يعكف القطاع على تجسيدها في آفاق 2030 والتي تهدف إلى رفع الإنتاج في الزراعات الاستراتيجية وتلبية الاحتياجات الوطنية ورفع مداخيل البلاد عن طريق تكثيف التصدير خارج المحروقات.
كما أشار إلى أهمية الإحصاء العام للفلاحة، الممتد من 19 ماي الجاري إلى 17 جويلية المقبل، في معرفة القدرات الوطنية بالاستناد على معطيات علمية دقيقة.
من جانبه أكد مستشار وزير الفلاحة الموريتاني، محند ولد النميم، ضيف شرف الطبعة، على العلاقات التاريخية بين البلدين والحرص المشترك على تطويرها بما
يخدم مصالح البلدين الشقيقين ويلبي تطلعات قائدي البلدين، السيد عبد المجيد تبون، والرئيس الموريتاني، محمد الشيخ الغزواني.
وأشاد المستشار بمدى التقدم الذي حققته الجزائر في مختلف المجالات الزراعية خاصة في مجال الحبوب والخضروات والألبان، فضلا عن التقدم في مجال المكننة الزراعية والزراعات الذكية.
وبعدما ذكر بالقدرات الاستثمارية لدى دولة موريتانيا، أكد رغبة بلده في الاستفادة، من خلال هذه التظاهرة، من الخبرات المتراكمة لدى كافة المشاركين في هذه التظاهرة في مجال الزراعة بشكل عام وخاصة الزراعات الصحراوية سواء في مجال زراعة الحبوب والخضروات والأعلاف، فضلا عن تبادل الخبرات وتعزيز القدرات في مجال الزراعة الحديثة والزراعة الذكية وكذا المجالات المتعلقة بالبحث والتكوين.
من جهته نوه وزير التنمية الاقتصادية للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، بابا أحمد محمد يحظيه أفديد، بالروح العالية التي تتحلى بها الجزائر في الدفاع عن مصالح القارة وشعوبها وانخراطها في المساعي الجليلة لرؤية إفريقيا قوية الاقتصاد، غنية بمواردها البشرية، مستقلة في قرارها السياسي.
وأشار إلى أهمية انعقاد هذا الصالون في الجزائر باعتبارها نموذجا يمكن الاقتداء به في سبيل دعم الأمن الغذائي.
واعتبر الوزير الصحراوي المعرض، الذي عرف مشاركة العديد من المختصين في عالم الفلاحة والآلات الزراعية والصناعات الغذائية وخبراء في الاقتصاد الأزرق، فرصة سانحة لمناقشة جهود القارة في توجيه قواها الحية نحو تحقيق الأمن الغذائي.
من جانبه أكد رئيس منظمة فلاحة- ابداع ، الجهة المنظمة لمعرض "سيبسا " الممتد من 20 الى 23 ماي الجاري، السيد أمين بن سمان، أن هذه الطبعة ستتضمن تنظيم طبعة الجزائر للمنتدى الإفريقي حول التغذية المنظم بالمناسبة، وهذا سعيا إلى تحفيز التجارة الزراعية البينية الافريقية.
كما استعرض السيد بن سمان، أمام الوفود المشاركة، البرنامج الخاص بالصالون المتعلق بالأنشطة والمحاضرات وأهم التخصصات الحاضرة في المعرض والمؤسسات وأهم الأرقام المتعلقة بالمشاركين.
جدير بالذكر أن الحدث يعرف مشاركة 39 دولة وأكثر من 700 عارض، على مساحة اجمالية تقدر ب30 ألف متر مربع بقصر المعارض بالعاصمة، منهم 60 بالمائة عارضون جدد و59 بالمائة عارضون دوليون، إلى جانب 35 ألف زائر متوقع.