أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج, السيد أحمد عطاف, اليوم الجمعة بوارسو, حرص السلطات العمومية على إشراك أفراد الجالية الوطنية في مجهود التنمية الوطنية, لاسيما في ظل المكاسب الهامة التي تم إحرازها على كافة الأصعدة بفضل الإصلاحات العميقة التي أقرها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون.
وخلال لقاء جمعه مع أفراد من الجالية الوطنية ببولندا, في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها لهذا البلد بتكليف من السيد رئيس الجمهورية, قال أحمد عطاف أن رئيس الجمهورية "يولي اهتماما بالغا بأحوال المواطنين الجزائريين بالمهجر, وهو الاهتمام الذي صاحبه تصور شامل حول دور ومكانة جاليتنا في مسار التجديد الوطني الذي انتهجه السيد الرئيس بغرض إرساء ركائز جزائر جديدة لا تنفك عن الذود عن مصالحها ولا تتأخر في الدفاع عن مصالح أبنائها داخل الوطن وخارجه".
وأضاف الوزير, بعد نقل تحيات رئيس الجمهورية لأفراد الجالية, "أن هذا التصور قد تمت ترجمته على أرض الواقع ليغدو واقعا ملموسا عبر جملة من التدابير والسياسات التي سمحت بالتكفل بانشغالات طالما أرقت أفراد جاليتنا الوطنية لعقود طويلة, على غرار التكفل بمصاريف نقل الجثامين إلى أرض الوطن والسماح لأفراد الجالية بالانتساب الطوعي إلى النظام الوطني للتقاعد وتخصيص حصص من البرامج السكنية لأبناء المهجر, و التمتع بالامتيازات المقررة بشأن انشاء المؤسسات المصغرة, ناهيك عن عصرنة الخدمات القنصلية وتحسين ظروف استقبال مواطنينا بالخارج خلال موسم الاصطياف".
وأشار السيد عطاف إلى أن "السلطات العمومية تحرص على إشراك أفراد الجالية في مجهود التنمية الوطنية, لاسيما في ظل المكاسب الهامة و اللافتة التي تم إحرازها على كافة الأصعدة بفضل الإصلاحات العميقة التي أقرها السيد رئيس الجمهورية, وهي الإصلاحات التي مكنت بلادنا من الحفاظ على الاستقرار السياسي والنهوض بالاقتصاد الوطني و ترسيخ الطابع الاجتماعي للدولة وتعزيز مكانة الجزائر وثقلها على المستويين القاري والدولي".
ولفت إلى أن "الجزائر التي تقطع اليوم أشواطا معتبرة نحو تحقيق النهضة الاقتصادية المنشودة بعقول جزائرية وبسواعد جزائرية, أماطت اللثام عن قدرات هذا البلد و سلطت الاضواء على مقدراته ووظفت هذه القدرات وهذه المقدرات في خدمة اقتصاد وطني نشط و متنوع وقوي".
وعلى هذا الأساس - يضيف السيد عطاف - "فإن الأبواب مفتوحة أمامكم, كل من مركزه وكل من موقعه وكل في مجال تخصصه, للإسهام في النهضة الوطنية الشاملة والواعدة التي تشهدها الجزائر", مضيفا أن هذا الإسهام "يشمل أيضا انخراطكم
الفعلي والفعال في الحياة السياسية الوطنية من خلال المشاركة بقوة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة التي ستضيف لبنة جديدة إلى بناء صرح الدولة الوطنية القوية و الدولة الوطنية الجامعة و الدولة الوطنية الجديرة بتضحيات الاجيال السابقة و الملبية لتطلعات الاجيال الحاضرة و الاتية".
وأعرب في هذا الصدد, عن يقينه بأن "الانتخابات الرئاسية المقبلة ستشكل لا محالة محطة إضافية لتدعيم اللحمة الوطنية ومناسبة متجددة لإعطاء صورة ناصعة عن وعي الشعب الجزائري وتشبته بأصالته وبقيمه الراسخة".
وأعرب السيد عطاف بالمناسبة, عن تقديره للجالية على الهبة التضامنية التي أظهروها قبل سنتين تجاه الجزائريين الذين نزحوا من أوكرانيا في أعقاب الصراع الذي نشب هناك.
ونوه إلى أن "عملية الإجلاء هذه, التي سخرت لها السلطات الجزائرية آنذاك كل الامكانيات البشرية والمادية والدبلوماسية, قد أملاها حرص السيد رئيس الجمهورية على صون أرواح وكرامة المواطنين الجزائريين أينما كانوا وحيثما وجدوا, لاسيما عندما تواجههم أخطار محدقة وظروف حالكة كتلك التي فرضتها نزاعات مسلحة في بعض المناطق من العالم".