رُفعت، الأحد، ستائر المهرجان الثقافي الوطني الـ 14 للمسرح الفكاهي، في موعد يشهد تنافس سبع فرق مسرحية تنشط على مستوى المسارح الجهوية ومن التعاونيات والجمعيات.
وفي دورة تحمل اسم الفنان المرحوم "محمد فراح" الشهير بـ "محمد الرازي" (1919 – 2010)، حرص محافظ المهرجان، د. سعيد بن زرقة على التنويه إلى أنّ دورة 2024 هي "ومضة تكريمية لأرواح الفنانين الذين ضحّوا بحياتهم من أجل الفن الرابع الذي اعتبروه بمثابة وسيلة للكفاح ضد المستعمر الفرنسي".
وأبرز د. بن زرقة أنّ تكريم فراح أتى نظراً لمساهمته في إثراء المشهد المسرحي الجزائري إبان المرحلة الاستعمارية خلال إشرافه على فرقة المسرح العربي بقاعة الأوبرا، وحين استقلال الجزائر كاتباً ومقتبساً لعدّة أعمال مسرحية مثل "زوجة الخراز" (2006) عن الكاتب الإسباني "فيديريكو غارسيا لوركا" بالمسرح الوطني الجزائري، كما أنّ فراح تفرّد بمشواره النضالي ورعايته لأهم الأسماء الفنية الجزائرية.
وتتجمّل الدورة الرابعة عشرة بضيوف شرف، وهم: لخضر بوخرص، نسيم حدوش، محمد خساني وسهيلة معلم، كما جرى تكريم أسماء قدّمت قيمة مضافة في تأثيث الساحة الفنية المسرحية كتابةً وإخراجاً وتمثيلاً وتكويناً بولاية المدية، ولا تزال حاضرة وطنياً بإبداعها وتميزها، ويتعلق الأمر بـ : المخرج المسرحي عمر فطموش، الفنان التشكيلي شداد بزيغ، إضافة إلى الممثلين المسرحيين والتلفزيونيين نبيل عسلي وربيع أوجاووت.
برنامج دسم
أشارت محافظة المهرجان، قبل أيام إلى أنّ المسابقة التي تحتضنها دار الثقافة "حسن الحسني" وسط العاصمة التاريخية لبايلك التيطري، سيتولى الحسم في هويات فرسانها من طرف المحكّمين التالية أسماؤهم: الأكاديمي عبد الكريم بن عيسى رئيساً، المخرجة نبيلة براهيم عضواً، الممثل كمال بوعكاز عضواً، والمخرج مراد مجرام عضواً.
وتتضمن الجائزة الكبرى العنقود الذهبي وجوائز تنويهية على هذا النحو:
- جائزة العنقود الذهبي 500.000.00 دج
- جائزة أحسن نص 200.000.00 دج
- جائزة أحسن إخراج 200.000.00 دج
- جائزة أحسن سينوغرافيا 150.000.00 دج
- جائزة أحسن موسيقى 150.000.00 دج
- جائزة أحسن أداء رجالي 100.000.00 دج
- جائزة أحسن أداء نسائي 100.000.00 دج
- جائزة لجنة التحكيم 80.000.00 دج
وبفريق نوعي يقوده د. سعيد بن زرقة محافظ المهرجان، ويضمّ د. محمد بوكراس، بوبكر سكيني، براهيم ربحاوي، مختار سعدي لعجال وعلي بن رويس، سيُشفع الحدث بوصلات تنشيطية على الساحات المفتوحة خلال الفترة بمدينة المدية عروض مسرح الشارع من تقديم فرق تنشط عبر الوطن وبالمدية، كما تبرمج عروض أدائية انفرادية وجماعية على مستوى مسرح الهواء الطلق وبعض المكتبات البلدية في الولاية، ومؤسسات إعادة التربية كالبرواقية وبوغزول، وذلك بهدف تفعيل المحيط اللمداني ثقافياً وإعلامياً وفنياً.
ونوّهت محافظة المهرجان إلى برمجة ملتقى علمي وورشات للتكوين الفني متعددة المقاييس مرتبطة بالفنون الحيّة داخل القاعة وفي الهواء الطلق، فضلاً عن لقاءات أدبية وفكرية، وندوات لمناقشة العروض المتنافسة، وعروض على الهامش للفرق الفائزة بالمراتب الأولى في بعض المهرجات الثقافية.
اقتراب من المقاومة واحتفاء بالنص المسرحي الإذاعي
سيتسنى لرواد المهرجان، مواكبة ملتقى: "في ضيافة حسن الحسني.. الكوميديا مقاومة..." (الثورة التحريرية الجزائرية والمقاومة الفلسطينية)، ناهيك عن البرنامج الفكري الموسوم "المدية بأصوات روائيين..."، وجرى برمجة برنامج ثقافي خاص بالقصر العتيق لبلدية قصر البخاري، تحت عنوان: "القصر العتيق ذاكرة التاريخ ومنبع الابداع".
ويمتدّ الطبق التنشيطي إلى تظاهرة ثقافية جوارية تتضمن: تجميل أقدم مقهى بالقصر العتيق "مقهى الحسناوي"، وورشة الفن التشكيلي في الشارع، عرض حكواتي وتنشيط المحيط، وزيارة لشوارع القصر العتيق، علماً أنّ المهرجان يقترح ورشتين تطبيقيتين في مسرح الشارع ومسرح العرائس، والمسابقة الإبداعية "أحسن نص مسرحي إذاعي".
ويراهن المهرجان صاحب القاعدة الجماهيرية الواسعة، على ترقية الفعل المسرحي تأليفاً وإخراجاً وأداءً من خلال توفير أجواء للنقاش والتنافس، والتأسيس للمسرح الفكاهي في الجزائر ممارسةً وتنظيراً من خلال المنتديات والملتقيات والأيام الدراسية المدرجة ضمن فعالياته.
في سياق موصول، يعوّل المهرجان على تمكين الجمهور المحلي من الاطلاع على أهم المنتجات المسرحية على المستوى الوطني بغرض الترفيه والاستمتاع من جهة، وغرس تقاليد ثقافة مسرحية، إلى جانب تمكين الفرق المحلية من الاحتكاك والتواصل والاستفادة من مختلف التجارب المسرحية.