دعا الباحث الطيب ولد لعروسي، السبت بالمسرح الوطني، إلى ضرورة استغلال الأرشيف الفرنسي لاستقراء المسرح الجزائري.
في محاضرته الموسومة "مبدعون جزائريون في الأرشيف الفرنسي"، اقترح ولد لعروسي على الجامعات والمعاهد ومخابر البحث المهتمة بكتابة تاريخ المسرح الجزائري وجمع أرشيفه، أن "تتفحص بدقة وموضوعية الأرشيف الفرنسي، سواء كان عسكرياً أو دبلوماسياً، متواجداً بالمكتبات الرقمية أو بمكتبة اللغات الشرقية باريس 13"، بالنظر لوجود الكثير من المخطوطات والكتب في مجالات الفن الرابع والسينما والموسيقى والرواية وغيرها.
وشدّد ولد لعروسي على أهمية استغلال الوثائق والمواد الأرشيفية المتواجدة على مستوى مختلف مؤسسات الأرشيف الفرنسي من أجل تدوين مسار مثقفين وفنانين جزائريين تركوا بصماتهم على المستوى الوطني والعالمي.
وقال: "هناك معلومات هامة تخصّ عدداً من المبدعين الجزائريين على غرار المسرحيين محي الدين بشتارزي ومصطفى كاتب ورشيد قسنطيني وآخرين غيرهم كانوا محط متابعة ومراقبة الإدارة الفرنسية نظرا لنشاطهم ودورهم الاجتماعي والسياسي الوطني".
وعلى ضوء تجربته كمختص في علم المكتبات والتوثيق، حيث عمل سابقاً على مدار سنوات في معهد العالم العربي بباريس، قال ولد لعروسي: "هناك مؤلفون ومبدعون جزائريون تركوا بصمات على المستوى الوطني والعالمي وآثارهم موجودة في الأرشيف الفرنسي بمختلف أنواعه، حيث يجدر العودة إليه من وجهة نظر أكاديمية لصالح البحث والتوثيق".
في السياق ذاته، استعرض ولد لعروسي نماذج أرشيفية حصل على نسخ منها، تطرقت إلى نشاط عدد من الفنانين والكتاب الذين قامت الإدارة الفرنسية بتدوين تحركاتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية والتزامهم بالحركة الوطنية، إلى جانب نشاطاتهم الثقافية والفنية وعلاقتهم بالمجتمع"، مشيراً إلى أنّ "هذا الأرشيف يجب أن نتعامل معه باعتباره وثيقة تستطيع أن تساعدنا في البحث وتثمين التاريخ الفني والثقافي الجزائري".