حث وزير الري طه دربال، اليوم الخميس بولاية بشار، إلى مواصلة الوتيرة الحالية لأشغال إنجاز المشروع العملاق لتحويل المياه الألبيانية من حقل الإستجماع قطراني نحو بشار.
وأبدى الوزير، خلال زيارة العمل التي قام بها إلى الولاية، "ارتياحه" للوتيرة الحالية لأشغال الإنجاز، حاثا ''على ضرورة مواصلة الجهود لتجسيد هذا المشروع الهام الذي سيسمح بتأمين وتدعيم التموين بالمياه الصالحة للشرب اعتبارا من شهر ديسمبر المقبل، لفائدة سكان بلديات بشار والقنادسة والعبادلة من خلال تحويل 80 ألف م3 من الماء يوميا من نفس الحقل''.
ومن جهته أشار المدير العام للوكالة الوطنية للسدود والتحويلات، مسعود معطار، أن نسبة تقدم أشغال إنجاز المشروع التي كانت قد انطلقت في مارس 2024، بلغت حاليا 58 بالمائة، ومن المنتظر تسليمه في شهر ديسمبر المقبل.
وأوضح المدير العام لذات الوكالة (صاحبة المشروع) أن هذا المشروع المائي الذي تبلغ كلفته الإجمالية أكثر من 32 مليار دج يتكون من حفر وتجهيز 26 بئرا والتي تم منها استلام 12 بئرا، فيما تتواصل الأشغال في الورشات الأخرى بنسبة تقدم تبلغ بين 58ر42 و80 بالمائة.
كما يضم هذا المشروع تجهيزات أخرى ومن بينها شبكة أنابيب بطول 213 كلم نحو بشار، وأخرى لجمع المياه من الآبار بطول 57 كلم ، وثلاث محطات ضخ كبيرة، والتي تسجل تقدما "ملموسا" في الأشغال، كما أوضح السيد معطار خلال تفقد وزير الري لمختلف تجهيزات هذا المشروع العملاق، مضيفا أنه يرتقب إجراء أولى تجارب تحويل المياه إلى بشار في شهر نوفمبر المقبل.
وقبل ذلك أعطى السيد دربال رسميا إشارة انطلاق أشغال مشروع إنجاز وتجهيز عشرة آبار لدعم الحاجيات من المياه للمنطقة الصناعية الجديدة "توميات"، حيث من المقرر إنجاز مركب الحديد والصلب ببشار الموجه لتثمين منجم الحديد غارا جبيلات (تندوف) والذي يتم حاليا بناء أول وحدة مختلطة لإنتاج خام الحديد المركز من قبل الشركة الوطنية للحديد والصلب (فيرال)، ومركب "توسيالي " للحديد والصلب بالمنطقة الصناعية ببطيوة (وهران).
وسيتم تزويد المشروع الذي تبلغ كلفته أكثر من واحد مليار دج بخزان مائي عالي بسعة تخزينية تبلغ 5000 م3، سيتم تسليمه مطلع سنة 2025، حسب مسؤولي قطاع الري بالولاية.
وبالإضافة إلى هذا المشروع، فقد استفادت نفس المنطقة الصناعية أيضا من عملية نقل المياه المصفاة من المحطة الجديدة لمعالجة وتصفية المياه المستعملة عبر شبكة نقل بطول 63 كلم، وذلك بفضل إنجاز محطتين (2) كبيرتين للضخ، التي تسجل تقدما ''ملموسا'' بتمويل قطاعي بلغ 5 مليار دج.
كما قام وزير الري خلال هذه الزيارة بوضع حيز الخدمة محطة معالجة وتصفية المياه المستعملة ببشار، وهي منشأة فريدة من نوعها في المنطقة، والتي أنجزت وجهزت بتكلفة مالية تفوق أربعة مليار دج، بطاقة معالجة تبلغ 55 ألف م3 يوميا، مما سيتيح معالجة المياه المستعملة لسكان يبلغ عددهم 386 ألف نسمة بحلول سنة 2040 مثلما أوضح مسؤولون في الديوان الوطني للتطهير.
وتحتوي هذه المحطة من الجيل الخامس على ستة أحواض، منها ثلاثة أحواض تنقية، ومحطة معالجة مسبقة، وثلاثة أحواض أخرى لتصفية المياه المستعملة، وحوضين آخرين بشكل دائري مخصصة لمعالجة الطمي.
كما سيتم إعادة استخدام المياه المصفاة التي يتم معالجتها وتنقيتها بواسطة هذه المحطة لأغراض السقي الفلاحي لمساحة قوامها 1200 هكتار، فيما يرتقب أيضا إعادة ضخها بوادي بشار، دون تلويث بيئة هذا الموقع الطبيعي، الذي يجري تهيئته لتحويله الى مرفق للراحة والترفيه لفائدة سكان المنطقة، وهو المشروع الذي يندرج ضمن المشاريع المستقبلية لقطاع الري، كما ذكر من جانبه المدير الولائي للقطاع. خير الدين علال.
وأكد السيد علال أن هذا المشروع الذي يمتد على مساحة 40 هكتارا، يهدف أيضا إلى الحفاظ على الصحة العمومية من الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، وحماية البيئة وتحسين المحيط المعيشي.
واختتم وزير الري زيارته إلى ولاية بشار بمعاينة ورشات انجاز خمسة خزانات عالية للمياه بطاقة اجمالية تقدر ب 120 ألف متر مكعب، والتي تندرج في إطار جهود التموين وتأمين المياه الصالحة للشرب بالمنطقة.