غادر المئات من الطلبة، اليوم الثلاثاء، مقاعد الدراسة بالجامعات المغربية، وخرجوا إلى الشارع في مسيرات احتجاجية، تنديدا بالقمع المخزني الذي طال اعتصام طلبة الطب والصيدلة يومي 25 و 26 سبتمبر المنصرم.
في بيانه الموسوم "أوقفوا الظلم والعبث .. أنصفوا طلبة الطب والصيدلة"، دعا الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، جميع الطلبة إلى الاحتجاج ومقاطعة الدراسة، اليوم الثلاثاء، تنديداً بالقمع الوحشي والاعتداء السافر الذي قوبلت به الاحتجاجات السلمية لهؤلاء الطلبة، ورفضاً لموجة الاعتقالات غير المسبوقة بحقهم، في خطوات وصفها بـ "المتهورة"، تهدف إلى "اغتيال العمل النضالي الطلابي وإقبار الصوت الصادح بالمطالب المشروعة".
واستجاب الطلبة في العديد من الجامعات إلى دعوة الاتحاد الطلابي مثل: المحمدية، عين الشق، الجديدة، القنيطرة، وجدة، مكناس، تطوان، اكادير..، وخرجوا في مسيرات احتجاجية، رفعوا خلالها شعارات تؤكد تضامنهم مع طلبة الطب والصيدلة، و تندد بالاعتقالات التي استهدفت العشرات منهم، مشددين على رفضهم التضييق على العمل النقابي الطلابي.
وكانت عدّة تنظيمات طلابية مغربية استنكرت "عسكرة" الحرم الجامعي وأبواب كليات الطب والصيدلة في عدة مدن جامعية كالدار البيضاء وطنجة وغيرها، وهو ما يمثل – وفقهم – "انتهاكاً صارخاً لاستقلالية الجامعة وحرمتها"، داعية، كافة الطلبة إلى الانخراط في الحركات الاحتجاجية ودعم المطالب المشروعة.
وخلّف قمع قوات الأمن، لاحتجاجات الطلبة، ردود فعل غاضبة من قبل عديد المنظمات الطلابية والنقابية والحقوقية في المغرب، التي استنكرت لجوء المخزن للمقاربة الأمنية في تدبير هذه الأزمة، خاصة مع تسجيل إصابات عديدة في صفوف الطلبة واعتقال ثلاثين طالباً تم إحالة 28 منهم على العدالة.
في هذا الإطار، وجّهت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، نداء عاجلا إلى جميع القوى الغيورة على حقوق الإنسان بالمملكة إلى تكثيف سبل دعم وإسناد نضال ومطالب طلبة الطب والمساهمة في التصدي لكل أشكال القمع التي تستهدفهم، محملة الدولة المخزنية، "المسؤولية كاملة" في تعميق التوتر والاحتقان في قطاع الطب بالتعليم العالي.
يُشار إلى أنّه تقرر متابعة 28 طالباً من كلية الطب والهندسة في حالة سراح، بتهم "العصيان وعدم الامتثال لأوامر السلطة"، و"التجمهر غير المسلح وغير المرخص"، وحُدّدت أولى جلسات محاكمتهم بتاريخ 23 أكتوبر 2024.
وتمّ توقيف المتابعين من قبل أمن الرباط قبل نحو أسبوع، على خلفية احتجاجهم المطالبة بالاستجابة لملفهم المطلبي الذي يناضلون من أجل تحقيقه منذ ما ناهز العشرة أشهر، وكلّف الفضاء المغربي لحقوق الإنسان أحد المحامين بالدفاع عنهم.