أشاد اليوم الرئيس الأوكراني بما وصفه بتشكل إئتلاف دولي لتقديم المساعدات لبلاده لمواجهة الهجوم العسكري الروسي المستمر منذ أربعة أيام.
وقال زيلينسكي في شريط فيديو نشر عبر وسائل التواصل الإجتماعي إن أوكرانيا تتلقى حاليا مساعدات عسكرية وأدوية وغذاء ووقود من ائتلاف يمثل الدول المعادية للحرب على بلاده.
وكان الرئيس زيلينسكي -الذي لم يعد يظهر علنا ويخاطب شعبه ودول العالم عبر منصات التواصل الإجتماعي-رحب بقرار كل من ألمانيا وبلجيكا تقديم أسلحة للجيش الأوكراني وأشاد في نفس الوقت بالعقوبات الاقتصادية الجديدة التي أقرها الإتحاد الأوروبي ضد روسيا ومنها إقصاء عدد من البنوك الروسية من منصة التداول المالي عن طريق منظومة "سويفت" العالمية.
وتأتي هذه العقوبات الجديدة في وقت أعلنت فيه عديد الدول الاوربية المحاذية لروسيا غلق مجالها الجوي أمام الطيران الروسي ومقاطعة عدد من الأحداث الرياضية المبرمجة سلفا بروسيا بما فيه رفض المشاركة في المباريات الاقصائية الخاصة بمونديال قطر.
الجيش الروسي يحرز تقدما نحو المدن الأوكرانية رغم العقوبات الأوروبية
وتأتي هذه التطورات في وقت اشتدت فيه المعارك بين الجيش الروسي والقوات الأوكرانية التي تحاول التصدي للهجوم الواسع النطاق الذي تشنه روسيا على محاور عدة من التراب الأوكراني.
وأشارت تقارير المراسلين إلى أن الجيش الروسي أحرز تقدما واضحا على محور مدينة «خاركيف" ثاني أكبر مدن أوكرانيا الواقعة شمال –غربي البلاد ويبلغ عدد سكانها 4،1 مليون نسمة.
وتحدثت نفس المصادر عن اندلاع ما يشبه "حرب الشوارع" على الطرق المؤدية لوسط المدينة بين جنود البلدين.
واعترف الرئيس الأوكراني بأن الليلة الماضية كانت الأصعب منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية ضد بلاده قبل أربعة أيام، وقال إن المعارك كانت قاسية بعدد من المدن منها "خاركيف" و" فاسيلكيف" و"سومي" والعاصمة «كييف" التي ماتزال تحت سيطرة قواته، مشيرا في نفس الوقت إلى أن أوكرانيا لم تعرف مثل هذه الظروف منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
من جهتها أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن القوات الروسية نجحت في تدمير 975 منشاة عسكرية أوكرانية منذ بدء العملية العسكرية داخل كرواتيا.
كما أعلنت اليوم عن محاصرة مدينتي "خيرسون" و" بيدينياسك" الواقعتين جنوب أوكرانيا في وقت يحرز فيه المقاتلون الموالون لروسيا بجمهوريتي "دونيتسك" و "لوغانسك " تقدما على جبهتي القتال بمسافة 50 كلم.
تصميم روسي على تحقيق الأهداف ويد ممدودة للتفاوض
من جهته أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأحد بشجاعة الجيش الروسي غداة صدور الأوامر لهذه القوات من قبل وزارة الدفاع من أجل توسيع رقعة الهجوم الحالي على اوكرانيا وذلك ردا على رفض السلطات في "كييف" التفاوض.
وضمن هذا السياق، جددت الرئاسة الروسية دعوتها للحكومة الأوكرانية من أجل إجراء مفاوضات حول سبل تسوية النزاع الراهن بين البلدين واقترحت أن يتم ذلك بجمهورية بيلاروسيا.
وقد سارع الرئيس الأوكراني إلى الإعراب عن استعداده لإجراء مثل هذه المحادثات مع روسيا لكنه اشترط أن يتم ذلك في دولة أخرى، معتبرا جمهورية بيلاروسيا مجرد" قاعدة عسكرية روسية".
الأمم المتحدة: 64 قتيلا مدنيا ونزوح أكثر من 160 ألف لاجئ
في هذه الأثناء تضاعفت أعداد اللاجئين إلى دول الجوار الأوكراني حيث فتحت كل من رومانيا وبولونيا ومولدافيا حدودها لاستقبال عشرات الآلاف من المواطنين الأوكرانيين الفارين من جحيم الحرب.
وكان مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن ما لا يقل عن 64 مدنيا لقوا مصرعهم في العملية العسكرية التي تشنها روسيا داخل الأراضي الأوكرانية، مشيرا إلى أنه تم أيضا تسجيل نزوح أكثر من 160 ألف شخص جراء هذه الأحداث.
وقال المكتب، في تقرير عن الوضع الحالي داخل أوكرانيا نشره اليوم، "حتى صباح أمس السبت تتحدث المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن وقوع ما لا يقل عن 240 إصابة بين المدنيين، بما في ذلك ما لا يقل عن 64 قتيلا"، مشيرا إلى أن الأرقام الحقيقية "ربما تكون أكبر من ذلك بكثير".
وأوضح أن "الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية أدت إلى انقطاع الكهرباء أو المياه عن مئات الآلاف، كما لحقت أضرار بمئات المنازل أو دمرت، بينما أدى قصف جسور وطرق إلى عزل بعض التجمعات السكانية عن الأسواق".
في غضون ذلك، ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 160 ألفا نزحوا عن بيوتهم في أوكرانيا، مشيرة إلى أن ما يزيد عن 116 ألفا اضطروا للفرار إلى دول مجاورة.