أشرف وزير الصحة، عبد الرحمان بن بوزيد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة على انطلاق ثلاث قوافل طبية للكشف المبكر عن الأمراض غير المتنقلة قصد تجنب عبء مضاعفاتها وانعكاساتها السلبية على المنظومة الصحية.
وذكر الوزير، على هامش إحياء اليوم العالمي لمكافحة السمنة، بـ «أننا على أبواب شهر رمضان المعظم والكثير من المرضى لا يقدرون خطر الصيام بدون استشارة طبية"، مشيرا إلى أن تفشي جائحة كورونا أدى في كثير من الاحيان إلى عزوف المرضى عن الهياكل الصحية مما استدعى، كما قال، إطلاق هذه العيادات المتنقلة لتنظيم حملات توعوية.
وشدد الوزير بالمناسبة على ضرورة استشارة الطبيب قبل الصيام، كاشفا بأن العيادة الاولى "تغيير داء السكري" ستجوب ولاية تلمسان لمدة عشرة أيام، فيما ستجوب عيادتا "طريق الوقاية" ولاية الاغواط لنفس المدة وذلك بدعم من الجمعية الطبية "افاق" للوقاية والكشف عن أمراض الكلى.
وتسعى الوزارة من خلال هذه العملية -حسب الوزير- من أجل هدف مزدوج يتمثل الاول في حملة "رمضان والصحة" و الثاني في الاحتفاء بالشهر البنفسجي لمرض الكلى لأول مرة في الجزائر، على أن تجوب هذه العيادات ولايات أخرى مستقبلا.
وضع دليل للتكفل السمنة بظاهرة لفائدة مهنيي الصحة
وأكد وزير الصحة على تنظيم التكفل بالسمنة ضمن هيكل أولي من خلال وضع دليل لفائدة مهنيي الصحة
.
وأوضح الوزير في افتتاح يوم دراسي بمناسبة احياء اليوم العالمي لمكافحة السمنة بحضور ممثلين عن هيئات الامم المتحدة لليونيسيف والمنظمة العالمية للصحة والمجتمعات العلمية، أن هذا الدليل يعد "أداة ضرورية للممارسات الحسنة وذلك بإشراك الطبيب العام على مستوى الهياكل الجوارية".
كما شدد المسؤول الاول عن القطاع على المتابعة ومرافقة الشخص المصاب بالسمنة من قبل فرق متعددة التخصصات على مستوى هيكل مرجعي لعلاج هذه الظاهرة.
وألح الوزير من جهة اخرى على تحسين التكوين ومهارات الموظفين المكلفين بمعالجة هذا المرض من خلال وضع برنامج تكويني بالتنسيق مع الخبراء للتكفل به مبكرا "حتى لا يصبح وباء لا رجعة فيه".
ودعا السيد بن بوزيد، في هذا المجال، إلى إشراك صانعي القرار من القطاعات الاخرى المعنية في عمليات التحسيس من خلال توفير منتجات غذائية ذات نوعية وتوفير الوسائل لممارسة النشاط البدني.
وأشار من جهة أخرى إلى أن المرحلة الحالية تتميز بعدة تحديات في مقدمتها تعزيز ومواصلة الاجراءات التي تم الشروع فيها من خلال الاشراك الدائم للحركة الجمعوية والقطاعات المشتركة مع التأكيد على التنفيذ "الفعال" لجميع الاجراءات المرتكزة على تحسين التكفل بالمرضى.
كما حث الفاعلين في الميدان من أجل التحرك لمكافحة مرض السمنة الذي وصفه بعامل الخطر بالنسبة للأمراض غير المتنقلة.
وذكر وزير الصحة في الاخير بانتشار السمنة استنادا إلى معطيات الوزارة بين الفئات العمرية بين 0 و5 سنوات بين 12 و 14 بالمائة في سنة 2013 بعدما كانت خلال سنة 2007 تمثل نسبة 9 بالمائة لتعرف نوعا من الاستقرار في سنة 2020.
أما لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 69 سنة واستنادا إلى تحقيق "ستيب" 2017 ، فقد أثبت هذا الاخير بأن امرأتين من بين ثلاث تعانيان من الافراط في الوزن أو السمنة، أي ما يعادل نسبة 63.3 بالمائة لدى هذا الجنس، ورجل واحد من بين رجلين أي ما يعادل نسبة 48.3 بالمائة لدى هذه الفئة.
كما زادت الاصابة بفيروس كوفيد-19 لدى المصاب بالسمنة من خطر الوفاة، حسب الدراسات والملاحظات المسجلة على مستوى مختلف مستشفيات البلاد.