بيتور: عيد النصر.. انتصار سياسي وعسكري للجزائر والتمسك بمبادئ الثورة هو السبيل للحفاظ على السيادة الوطنية

شدد الأستاذ والباحث في التاريخ بجامعة الجزائر علال بيتور على أن يوم النصر لم يكن وليد الصدفة، بل جاء كثمرة نضال طويل خاضه الشعب الجزائري منذ اللحظات الأولى للاحتلال الفرنسي عام 1830، عبر مقاومات شعبية متواصلة، تلتها الحركة الوطنية ثم اندلاع ثورة التحرير في الفاتح من نوفمبر 1954. 

وأوضح علال بيتور لدى استضافته في برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الثانية  أن هذه الثورة جاءت كردّ حتمي على جرائم الإحتلال، خاصة تلك التي ارتكبها في مجازر الثامن من ماي 1945، حيث تأكد للجزائريين أن الإستعمار الفرنسي لا يفهم سوى لغة القوة.

وقال بيتور "إن هذه الثورة العظيمة هي أعظم ثورة في التاريخ المعاصر لأنها جاءت بعد عقود من الإحتلال وبعد أن ظن المستدمر الفرنسي أنه بقي في الجزائر الى الأبد كما أن الثورة الجزائرية استثنائية بكل المقاييس، فقد واجهت قوة استعمارية كبرى بأسلحة بسيطة، لكنها اعتمدت على إرادة الشعب ووحدته، مما مكنها من الصمود سنوات من الكفاح المسلح.

كما شدد على أن الكفاح لم يكن مقتصرًا على العمل العسكري، بل كان هناك أيضًا جهودات دبلوماسية حثيثة قادتها جبهة التحرير الوطني في مختلف المحافل الدولية لكسب التأييد لقضية الجزائر العادلة.

وفي حديثه عن المسار التفاوضي، أشار الأستاذ بيتور إلى أن جبهة التحرير الوطني كانت واعية بأهمية التفاوض كأداة سياسية لتحقيق الأهداف الوطنية، لكنها خاضته من موقع قوة، رافضةً كل المحاولات الفرنسية للمماطلة أو فرض حلول تتنافى مع مبدأ الإستقلال الكامل.

وعن اتفاقيات إيفيان، أوضح الباحث في التاريخ أن الوفد الجزائري المفاوض تمسك بثلاثة مبادئ أساسية: الإستقلال التام، الوحدة الترابية، وعدم المساس بالوحدة الوطنية. وبعد مفاوضات طويلة، تكللت المساعي بإقرار وقف إطلاق النار في الـ 19 مارس 1962، مما شكّل انتصارا سياسيا وعسكريا للشعب الجزائري، توج لاحقًا بإعلان استقلال الجزائر رسميا الـ5 جويلية من نفس السنة.

وفي ختام حديثه، شدد الأستاذ علال بيتور على أن استحضار هذه المحطات التاريخية يكتسي أهمية بالغة في ظل التحديات الراهنة، مشيرا إلى أن التمسك بمبادئ الثورة وقيمها هو السبيل الأمثل للحفاظ على السيادة الوطنية ومواصلة مسيرة البناء والتقدم.

ميلتيميديا الإذاعة الجزائرية-إسلام بلقيروس فيسة