أوضح الباحث في الحركة الوطنية عامر رخيلة أن مواقف الدولة الجزائرية وخطابها الرسمي اليوم يؤكد على السيادة وعلى الندية وعلى أننا نتعامل مع العالم كدولة ذات كيان لها مسؤولية في تنفيذ وتجسيد مبادئها لافتا إلى أن ذلك ليس وليد الصدفة بل هو مكسب من مكاسب ثورة نوفمبر المجيدة.
وأشار رخيلة في حديث خص به الموقع الالكتروني للإذاعة الجزائرية عشية إحياء الذكرى 67 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة أن ذلك يبدو جليا اليوم في خطابات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون التي أسمعت فرنسا و العالم أجمع ما لم يسبق لهم أن سمعوه من أي رئيس من رؤساء الجزائر باستثناء الراحل هواري بومدين في سبعينات القرن الماضي فيما يخص العلاقات الثنائية الجزائرية الفرنسية.
دور الجيش الشعبي
ولدى حديثه عن الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني قال رخيلة إن له خصوصية لا نجدها لا في الأقطار العربية ولا الافريقية ولا حتى في الدول المتقدمة لأن الجيوش بنيت على أسس إيديولوجية وعقائدية لكن الجيش الوطني الشعبي هو نتاج مخاض حركة وطنية وأصوله تمتد الى المنظمة الخاصة سنة 1947.
وأوضح رخيلة أن العديد من قيادات الجيش سواء في فترة الثورة التحريرية أو بعد الاستقلال كانوا مناضلين في المنظمة الخاصة ورجال الثورة المباركة ما جعل منه المؤسسة الوحيدة التي لها القدرة على الصمود وعدم انحيازها لأي تيار من التيارات السياسية، وان هدفه يتمثل في حماية السيادة الوطنية والوحدة الترابية.
فضل الثورة
وقال الباحث في الحركة الوطنية عامر رخيلة إن ثورة نوفمبر المجيدة استرجعت السيادة الوطنية المسلوبة لقرن وأزيد من الزمن حاول المستعمر الفرنسي خلاله طمس ملامحها وقيمها وأسست لقيام الدولة الجزائرية الحديثة وضبطت علاقاتها الاقليمية والدولية.
وفي السياق ذاته أكد رخيلة أن الثورة كرست مبدأ السيادة المطلقة للدولة والشعب وجعلت من الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني قوة ضاربة متفردة بالوطنية المطلقة التي تسقط أمامها جميع الاعتبارات في سبيل الوحدة الترابية والسيادة الوطنية.
وبالحديث عن الدعم المادي والسياسي الذي تلقته الثورة التحريرية من الدول العربية أكد عامر رخيلة أنه لم يسبق للجزائر أن قبلت أن يكون هذا الدعم عربون للتبعية والرضوخ لأي طرف كان أو لمواقف معينة بل حرصت دائما على استقلالية قرارها السياسي والثوري ،معتبرة مسألة السيادة من المسلمات و الثوابت التي لا يمكن أن يتم المساس بها في أي حال من الأحوال وتحت أي ظرف من الظروف.
من جهة أخرى أشار رخيلة إلى أن الحركة الوطنية الجزائرية كانت واضحة منذ البداية من حيث اختيار مصطلحاتها ولم تكن ضحية لاستغلال وتوظيف المصطلحات الغربية أو الشرقية مبينا أن ثورة نوفمبر تبنت نفس المسار محافظة على استقلاليتها عن أي ايديولوجية رافعة شعار التحرر واستعادة السيادة الوطنية.
وأبرز رخيلة الدور الذي لعبته الجزائر في دعم حركات التحرر حول العالم قبل وبعد نيل استقلالها فكانت قبلة الثوار الذين أرادوا الاقتداء بأسلوب جبهة وجيش التحرير الوطني إلى درجة أن الثورة الجزائرية كان لها صدى وانعكاس على بعض المبادئ التي كانت موجودة في ميثاق الأمم المتحدة مند 1945 ولم تدخل حيز التنفيذ على غرار مبدأ تقرير المصير.
وأوضح أنه في جانفي 1960 وتحت ضغط الثورة الجزائرية أقدمت فرنسا على منح 12 دولة إفريقية استقلالها معتبرا أن الثورة الجزائرية كانت قاطرة الشعوب التواقة لنيل حريتها.
موقع الاذاعة الجزائرية / إيمان لعجل