قال المحلل السياسي الإيراني الأستاذ مهدي عزيزي إن المفاوضات غير المباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي لا تزال مستمرة، مشيرًا إلى أنها انتقلت مؤخرًا من مسقط إلى العاصمة الإيطالية روما لافتًا إلى أن جولة ثالثة مرتقبة ستركز على الجوانب الفنية من الملف.
وأكد الأستاذ مهدي عزيزي لدى استضافته في برنامج "ضيف الدولية"لإذاعة الجزائر الدولية أن بلاده أبدت استعدادًا واضحًا للتفاوض، لكنها ترفض في الوقت ذاته ما وصفه بـ"الشروط المسبقة" التي يطرحها الجانب الأمريكي، لاسيما ما يتعلق بالقدرات الدفاعية الإيرانية ودورها الإقليمي.
ملفات معقدة في المفاوضات: من اليورانيوم إلى العقوبات الإقتصادية
وفي سياق حديثه عن الجولتين السابقتين، أوضح المحلل السياسي الإيراني أن النقاشات شملت عدة مقترحات، منها ما يتعلق بخفض نسبة تخصيب اليورانيوم لأقل من خمسة بالمئة، وحديث عن إمكانية نقل اليورانيوم المخصب إلى دولة ثالثة، وكذا تخلي طهران على بعض من قدراتها العسكرية والدفاع عن حلفائها.
وأضاف أن إيران تضع في صلب أولوياتها رفع العقوبات الاقتصادية والمالية، بما في ذلك ما يتعلق بتصدير النفط والوصول إلى الأصول المجمدة في الخارج، معتبرًا أن الطرفين متفقان على تسريع المحادثات ومعالجة الملفات في أقرب الآجال.
رفض للوساطة الإماراتية وترحيب بالعمانية
كما كشف الأستاذ مهدي عزيزي أن إيران رفضت دخول الإمارات كوسيط مع الولايات المتحدة الأمريكية فيما رحبت باستمرار الدور العُماني في تهدئة التوترات وتسهيل العودة إلى اتفاق عادل ومتوازن.
من جانب آخر أشار عزيزي إلى أن زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران تدخل في إطار تحرك دبلوماسي واسع النطاق مرتبط بتهدئة الأوضاع الإقليمية الحالية مضيفا أن السعودية تسعى لتعديد علاقاتها مع دول الجوار مؤكدا أن الكيان الصهيوني يسعى لإشعال الخلافات بين دول المنطقة وإفشال أي اتفاق سلمي بين طهران وواشنطن.
المواجهة العسكرية بين إيران والكيان الصهيوني مستبعدة
وختم عزيزي حديثه بالتأكيد على أن طهران مستعدة للدخول في مرحلة المفاوضات ، معتبرًا أن هذه المرحلة ستكون حاسمة في تحديد مآلات الحوار، إذا ما تم الإلتزام بمبدأ احترام المصالح المتبادلة وعدم فرض الإملاءات.
أما بخصوص احتمال الخيار العسكري بين إيران والكيان الصهيوني، فشدّد عزيزي على أن هذا السيناريو غير مرجّح في الوقت الراهن، وفسّر ذلك بأن الولايات المتحدة الأمريكية تدرك بأن أي صراع مسلح مباشر قد يخرج عن السيطرة ويفضي إلى تداعيات إقليمية واسعة تضر بشكل كبير بمصالح واشنطن.
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية - إسلام بلقيروس فيسة