بوقرة : نسعى لكسب رهان الأدوية المبتكرة والجزائر رائدة في توطين صناعة الأدوية

بوقرة : نسعى لكسب رهان الأدوية المبتكرة والجزائر رائدة في توطين صناعة الأدوية

الدكتورة خديجة بوقرة
13/05/2025 - 11:46

أكدت الدكتورة خديجة بوقرة، مسؤولة إدارة الجودة بالوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية، أن الجزائر حققت تقدماً ملموساً في مجال توطين الصناعة الصيدلانية، مما يجعلها واحدة من الدول الرائدة على مستوى القارة الإفريقية في هذا القطاع الاستراتيجي.

وقالت بوقرة، في تصريحات هذا الثلاثاء ، لبرنامج " ضيف الصباح " للقناة الأولى للإذاعة الجزائرية ، إن الجزائر تمتلك اليوم 218 مصنعاً صيدلانياً من أصل نحو 600 مصنع في إفريقيا، أي ما يزيد قليلاً عن ثلث إجمالي البنية التحتية في القارة، مما يعكس نجاحاً مهماً في مسار تطوير قدرات الإنتاج  الوطنية.

وفي سياق تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية، كشفت المتحدثة أن وزارة الصناعة الصيدلانية انتقلت إلى المرحلة الثانية من التوطين، وهي الشروع في إنتاج المواد الأولية محلياً، عبر مشاريع يقودها مجمع "صيدال"، بهدف تقليص التبعية للخارج وتعزيز السيادة الدوائية.

دور محوري للوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية

وعن دور الوكالة، أوضحت بوقرة أنها بدأت نشاطها سنة 2020، وقد واجهت في البداية صعوبات تنظيمية تمثلت في غياب النصوص القانونية اللازمة ، ولكن عملية تسجيل الأدوية تحسنت بشكل كبيروشهدت قفزة نوعية سنة 2024 ، بحيث تم تسجيل ومنح التراخيص لأكثر من 2500  دواء، بينها 1350 قرار تسجيل و1100 قرار ترخيص، أي ما يعادل ضعف ما تم إنجازه خلال 2023."

وتابعت، "هذه العملية  تخضع لمسار دقيق يشمل دراسات علمية وفنية من لجان متخصصة ومخابر مراقبة الجودة ،والوكالة تحرص على علاقة شراكة وتكامل مع المتعاملين الاقتصاديين في القطاعين العام والخاص، بهدف تسهيل عملية تسجيل الأدوية ومنح التراخيص الخاصة بالتسويق، في إطار تنظيمي واضح وشفاف."

وفيما يخص المستلزمات الطبية، أكدت أن الجزائر،" بلغت مرحلة من الاستقرار، حيث تضاعف الإنتاج أكثر من ثلاث مرات، وتم تسجيل أكثر من 4 آلاف مستلزم طبي خلال نفس الفترة."

بلوغ"مستوى النضج الثالث " في المجال الرقابي 

أعلنت بوقرة أن الجزائر تعمل حالياً على إعادة تهيئة مخابر الرقابة الدوائية وفق معايير منظمة الصحة العالمية، بهدف بلوغ "مستوى النضج الثالث"، وهو تصنيف دولي يعكس مدى تقدم النظام الرقابي، علما أن 13 دولة فقط في العالم نجحت في اجتياز هذا التقييم الذي يعتمد على 62 مؤشراً صارماً."

وأضافت ،"نخطط  لكسب هذا الرهان بحلول سبتمبر أو نهاية 2025، مما سيعزز مصداقية وجودة الأدوية الجزائرية إقليمياً ودولياً."
 

تغطية محلية تصل إلى 79% من احتياجات السوق

وفي سياق نجاعة السياسات المنتهجة، أوضحت بوقرة أن الجزائر تغطي حالياً حوالي 79% من احتياجات السوق المحلية بالأدوية المنتجة محلياً.
وقالت إن وزارة الصناعة الصيدلانية تعمل، بالتنسيق مع الوكالة، على وضع خارطة طريق وطنية لتحديد الأولويات في مجال الأدوية، مع التركيز على المنتجات التي تعرف ندرة، لتفادي التشبع أو النقص في السوق.

الأدوية الجنيسة والتوجه نحو الابتكار

وأثنت بوقرة على  الأدوية الجنيسة المنتجة محلياً،و قالت عنها إنها  ذات جودة عالية، والجزائر صارت تمتلك الكفاءات العلمية والتقنية اللازمة لتصنيع الأدوية المرتبطة بالتخصصات العامة.

ولكنها أضافت ،" الإستثمارفي الأدوية المبتكرة يظل رهاننا الأكبر في المستقبل ، لا سيما من خلال الشراكات الدولية التي تسمح بمواكبة الثورة التكنولوجية في مجالات مثل الطب الجيني، المناعي، والتكنولوجيا الحيوية.

مراجعة هوامش الربح

فيما يخص تحديد أسعار الأدوية، أوضحت بوقرة أن العملية تتم من خلال لجنة وزارية اقتصادية متعددة القطاعات، بعد انتهاء إجراءات التسجيل والدراسة الفنية و الرقابة وتراعى في التسعير معايير مثل سعر المادة الأولية والقدرة الشرائية للمواطن.

أما بشأن ندرة بعض الأدوية، فقد شددت على أن "الظاهرة أصبحت عالمية"، بسبب نقص المواد الأولية، وأكدت أن إشراك كل الفاعلين هو السبيل لمعالجة هذا التحدي محليا.

 

 

 

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية
تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios