أجمع أساتذة و باحثون في التاريخ على ضرورة استكمال مسار ثورة التحرير المظفرة بحماية مكتسباتها من خلال التصالح مع الذاكرة الجماعية واستدراك كتابة تاريخ الثورة الجزائرية كاملا على أسس ومناهج علمية ، وكذا إشراك كل الفعاليات والهيئات للدفاع عن رموز الجزائر .
وأوضح مدير مخبر القانون بجامعة بشار الأستاذ محمد الصغير سعداوي في مداخلة ببرنامج خاص بثته القناة الأولى بمناسبة ذكرى اندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر أن " حرب التحرير قد تكون انتهت لكننا مقتنعون جميعا أن حرب حماية الوطن لا بد ان تستمر" ، وهو ما يستدعي تظافر جهود كل الدوائر والقطاعات من أجل الحفاظ على الذاكرة الجماعية للجزائريين سيما ما تعلق بالثورة التحريرية .
وأكد محمد الصغير سعداوي أن تجريم الاستعمار على المستوى الداخلي مهم جدا،غير أنه ليس بالقوة الكافية ، لذلك لابد من الوصول الى تجريم الاستعمار على مستوى الهيئات الدولية وفي المواثيق الدولية لان الدول الأعضاء في تلك الهيئات ستكون ملزمة بتطبيق القرارات ، كما أن تجريم الاستعمار مرتبط بملف تعويض المجتمعات التي تم تدميرها بسبب هذا الاستعمار -ونحن نملك من الشهادات الحية ما يكفي لذلك على فرنسا تحمل مسؤولياتها – يضيف سعداوي-.
ورافع البروفيسور بن يوسف تلمساني رئيس المجلس العلمي بالمركز الوطني للبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر لصالح تقوية الجبهة الداخلية تعزيزا للهوية التاريخية والذاكرة الجماعية للجزائريين سيما الشباب منهم ، مشيرا إلى الدور الذي يتعين على وزارة التربية وفعاليات المجتمع المدني لعبه في هاته المرحلة .
وقال تلمساني في الخصوص"علينا أن نستنهض كل هممنا ونأخذ الأمور بجدية لأن الاستعمار الجديد جدد قواه وجدد أساليبه في التعامل معنا و علينا أن نتصالح مع ذاكرتنا وننقيها من كل الشوائب الواردة "، و أضاف بالقول "وزارة التربية تحتاج الى اعادة النظر في برامجها ومناهجها كي تكون الذاكرة في المكانة التي تستحقها " .
المصدر : الاذاعة الجزائرية