أكد مدير المتحف العمومي الوطني للآثار القديمة، عنتري عز الدين، أن المتاحف الجزائرية تضطلع بدور أساسي في الحفاظ على الذاكرة الجماعية وترسيخ الهوية الوطنية، خصوصًا في ظل تحديات العولمة والانفتاح الثقافي.
وأشار عنتري خلال نزوله ضيفًا على برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الثانية، إلى أن وزارة الثقافة والفنون قد سخّرت جهودًا كبيرة لتحسين أداء المتاحف عبر مخطط عمل وطني يرتكز على العمل الجواري والتفاعل مع مختلف فئات المجتمع، لا سيما فئة الشباب، عبر تنظيم أنشطة وفعاليات متنوعة تهدف إلى جعل المتحف فضاءً حيويًا نابضًا بالتفاعل والمعرفة.
الأطفال في قلب الإستراتيجية المتحفية
ولفت ضيف الإذاعة إلى أن المتحف يعمل بشكل خاص مع فئة الأطفال، معتبرًا هذا التوجه بمثابة استثمار في المستقبل، من خلال تنظيم ورشات بيداغوجية متواصلة طيلة السنة، ترمي إلى غرس حب التراث في نفوس الأجيال الصاعدة.
ولم يغفل عنتري عن الإشارة إلى الاهتمام الخاص بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدًا أن هذه الفئة تحظى ببرامج موجهة تراعي خصوصياتها، على غرار أطفال القمر الذين تُفتح لهم أبواب المتحف خلال الفترات الليلية، احترامًا لحالتهم الصحية.
استراتيجية وطنية لتقريب المتاحف من المواطن
وفي سياق متصل، أوضح مدير المتحف أن المؤسسة تعمل وفق استراتيجية مزدوجة المحاور، تهدف أولًا إلى تقريب المتاحف من المواطن من خلال فتح متاحف جديدة عبر مختلف ولايات الوطن، وثانيًا إلى تحسين جودة العرض المتحفي بالاعتماد على أحدث الوسائل التكنولوجية من رقمنة وعرض ثلاثي الأبعاد وغيرها.
رقمنة التراث وتسجيله في قائمة التراث الإنساني
كما أكد المتحدث أن من بين أولويات المتحف في المرحلة الراهنة الجرد الشامل للقطع الأثرية وتأمينها عبر الرقمنة، بما يضمن حمايتها من الضياع ويتيح للباحثين والجمهور العام الوصول إليها بسهولة.
وفي الختام، كشف عنتري عن توجه الجزائر نحو تسجيل مزيد من عناصر التراث الثقافي الوطني لدى منظمة اليونسكو، على غرار الزليج الجزائري.