أكدت الجزائر والصومال، مساء الأحد، رغبتهما المتبادلة في اعطاء ديناميكية جديدة لعلاقات التعاون والشراكة وتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات.
أتى ذلك في بيان مشترك توّج الزيارة الرسمية لوزير الخارجية والتعاون الدولي الصومالي، عبد السلام عبدي علي، إلى الجزائر.
وجاءت زيارة عبدي علي بدعوة من وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف.
وأفيد أنّ الزيارة أتت "تنفيذاً لمضامين الرسالة الخطية التي وجّهها الرئيس حسن الشيخ محمود إلى أخيه الرئيس عبد المجيد تبون.
وهي رسالة نقلها المستشار والمبعوث الخاص للرئيس الصومالي، خلال زيارته إلى الجزائر يوم الحادي والعشرين نوفمبر 2024.
وحُظي وزير الخارجية الصومالي باستقبال الوزير الأول، النذير العرباوي.
وسلّمه رسالة خطية موجّهة إلى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، من أخيه الرئيس الصومالي، حسن الشيخ محمود.
وعقد أحمد عطاف وعبد السلام عبدي علي جلسة مباحثات، استعرضا فيها واقع العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وتبادلا الآراء حول أبرز القضايا العربية والإفريقية والدولية الراهنة ذات الاهتمام المشترك.
انشاء لجنة مشتركة وتوقيع مذكرتي تفاهم
اتفق الوزيران على إنشاء لجنة وزارية مشتركة تعنى بملفات التعاون والشراكة، وآلية للتشاور السياسي بين البلدين.
وستعقدان اجتماعاتهما الأولى في أقرب الآجال الممكنة بالإضافة إلى تكوين الدبلوماسيين.
ووقّع الطرفان على مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة وزارية مشتركة بين الجزائر والصومال.
ووقّع أيضاً مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة تشاور سياسي بين وزارتي خارجية البلدين.
وجرى كذلك توقيع مذكرة تفاهم بين المعهد الدبلوماسي والعلاقات الدولية بوزارة الخارجية ومعهد الدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية الصومالية.
وبحث الجانبان التعاون بين البلدين الشقيقين في ميدان التعليم بما يسهم في تعزيز أواصر الصداقة.
ويرتبط ما تقدّم بالتشاور والتنسيق في المنتديات والمؤسسات الدولية والإقليمية ذات الصلة بالثقافة والتعليم.
رفع عدد المنح الجامعية للطلبة الصوماليين
أكد الجانبان رفع عدد المنح الجامعية المخصصة لفائدة الطلبة الصوماليين من 15 إلى 50 منحة سنوياً في مختلف الأطوار والتخصصات.
وسيتمّ توفير تكوينات متخصصة ونوعية لفائدة الخبراء الصوماليين، خاصةً في مجال المحروقات والصحة.
وتناول الطرفان تعزيز الإرث الثقافي المشترك بين البلدين وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون في مجالات التعليم التطبيقي والتقني.
وسيعملتن أيضاً على توثيق الصلة والتبادل المعرفي بين المؤسسات التعليمية بين البلدين.
وعلى الصعيد السياسي، أعرب الطرفان عن عمق ومتانة العلاقات الأخوية والتاريخية الراسخة بين البلدين الشقيقين.
وأشادا بمستوى التشاور والتنسيق السياسي القائم على مختلف المستويات حول القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب الطرفان عن تطلعهما لدفع هذه العلاقات قدما خلال المرحلة المقبلة بما يحقق آمال وتطلعات شعبي البلدين.
وأكد الجانب الجزائري دعمه الثابت والقوي لسيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه ورفض جميع أشكال التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية.
وجدّدت الجزائر مساندتها للصومال في مواجهة آفة الإرهاب الهدّامة للحفاظ على أمنه واستقراره.
وتمّ تأكيد مواصلة تنسيق المواقف في المحافل الدولية لمواجهة التحديات التي تواجه البلدين.
وتقاطع البلدان بشأن لعب دور إيجابي لحل أزمات المنطقة ووقف التدخلات الأجنبية فيها.
وأكّد البلدان حرصهما على تبادل دعم الترشيحات في المحافل الدولية والإقليمية.
وجدّد الجانب الصومالي تهانيه للجانب الجزائري بمناسبة ظفر السفيرة سلمى مليكة حدادي بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.
وقدّم الصوماليون أيضاً تهانيهم إثر انتخاب الجزائر عضوا في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي للفترة 2025 – 2028.
وتتولى الجزائر الرئاسة الدورية للمجلس المذكور خلال شهر أوت 2025.
واتفق الطرفان على تكثيف التشاور وتعزيز التنسيق بين البلدين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وهذا خاصةً فيما يتعلق بالقضايا التي تخص العالم العربي والقارة الإفريقية.
ويتمتع الجزائر والصومال بصفتي عضوين غير دائمين في هذه الهيئة الأممية يمثلان المجموعتين العربية والإفريقية.
واتفق الطرفان على إدانة وشجب حرب الإبادة البشعة التي تشنها قوات الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وخلّفت حرب الإبادة منذ السابع أكتوبر 2023، أكثر من 60 ألف شهيد وما يربو عن 100 ألف جريح، ودماراً هائلاً.
دعم حق الشعب الفلسطيني
أبرزت الجزائر والصومال دعمهما حق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابل للتصرف أو التقادم في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة.
وهذا على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، كما تنص عليه القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية.
واتفقا أيضاً على العمل مع الشركاء الدوليين لتحقيق العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة ورفض كل محاولات تهجير الفلسطينيين.
وأكدا البلدان رفضهما أي تواجد أو حضور للكيان الصهيوني في مؤسسات واجتماعات الاتحاد الإفريقي تحت أي صفة كانت.
مرافعات لصالح السودان والصحراء الغربية وليبيا
تمّ تأكيد وحدة السودان وأهمية استعادة أمنه واستقراره والدعوة إلى تغليب لغة الحوار وإعلاء المصلحة العليا للبلاد وللشعب السوداني.
وأكدت الجزائر والصومال رفضهما التدخلات الخارجية في السودان.
واتفق الجانبان على دعم مساعي الأمين العام الأممي ومبعوثه الشخصي ستافان دي ميستورا لتسوية عادلة ودائمة ونهائية لقضية الصحراء الغربية.
وتقوم التسوية على احترام إرادة شعب الصحراء الغربية، بما يتماشى مع القرارات ذات الصلة لمجلس الأمن والجمعية العامة الأممية.
وتمّ التأكيد أنّ حل أزمة ليبيا في هذا البلد ينبغي أن يمرّ عبر مسار سياسي ليبي – ليبي جامع.
ويهدف هذا المسار إلى تعزيز الوحدة الوطنية والمحافظة على السلامة الترابية لهذا البلد الشقيق وصون سيادته.
ووضع حدٍّ للتدخلات الأجنبية في شؤونه، وذلك من خلال تنظيم انتخابات حرة ونزيهة تفضي إلى بناء مؤسسات شرعية موحدة.