تشهد فرنسا هذا الأربعاء احتجاجات ومظاهرات في جميع أنحاء البلاد في إطار الدعوة إلى حركة "لنغلق كل شيء" التي انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي, والتي ينتظر أن تكشف حجم الغضب الشعبي اعتراضا على خطة ميزانية الدولة التي اقترحها رئيس الوزراء السابق فرانسوا بايرو.
وانطلقت حركة "لنغلق كل شيء" قبل عدة أشهر على مواقع التواصل الاجتماعي وتسعى إلى تنظيم مظاهرات وإضراب عام لا سيما في قطاعي النقل والمستشفيات في جميع أنحاء البلاد, احتجاجا على مقترحات الميزانية الجديدة التي قدمها فرانسوا بايرو, والتي تشمل تقليص نفقات تصل إلى 43.8 مليار يورو بهدف الحد من العجز المتنامي و إلغاء يومي عطلة رسمية وخفض نفقات الصحة بـ 5 مليار يورو.
للإشارة, فإن "مقاطعة وعصيان وتضامن" هو عنوان هذه الحركة "لنغلق كل شيء" وهي حركة مدنية تدعمها بعض النقابات واليسار, بهدف شل البلاد في هذا اليوم, وتأتي بعد يومين من التصويت على حجب الثقة عن حكومة فرانسوا بايرو المستقيلة.
ومن المتوقع مشاركة 100 ألف شخص في هذه الاحتجاجات والاضرابات في جميع أنحاء فرنسا, حيث يحشدون على مدار اليوم لعرقلة الدراسة وقطع الطرق وتنظيم اضرابات ومظاهرات.
ومنذ الصباح الباكر, تم تنظيم مظاهرات في عدة مدن فرنسية وتعليق الدراسة في عدة مدارس, كما تم إغلاق عدة طرق سريعة على أطراف العاصمة الفرنسية باريس, ضمن حركة "لنغلق كل شيء" الاحتجاجية.
ومن المتوقع أن تشهد البلاد عدة اضطرابات في قطاع النقل خاصة بالقطار حيث اعلنت هيئة السكك الحديدية أن عدة خطوط ستتعطل اليوم الأربعاء ودعت المسافرين لاتخاذ احتياطاتهم.
ومن المنتظر أن تتواصل سلسلة من التحركات على مدار اليوم.
جدير بالذكر أن النقابات العمالية قد دعت أيضا إلى يوم إضراب وتظاهرات في 18 سبتمبر الجاري, تنديدا بسياسة الحكومة السابقة وبمشروع الميزانية الذي طرحه فرانسوا بايرو, ولو أن حكومته الان سقطت قبل ذلك التاريخ.
ويأتي هذا غداة تقديم رئيس الوزراء الفرنسي, فرانسوا بايرو, استقالته إلى الرئيس إيمانويل ماكرون, وذلك عقب خسارة حكومته تصويت الثقة في الجمعية الوطنية الفرنسية أول أمس الاثنين, و تعيين وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو وزيرا أولا.
وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن بايرو غادر قصر الإليزيه بعد تقديم استقالته لإيمانويل ماكرون.
وكانت الرئاسة الفرنسية قد ذكرت في بيان مساء الاثنين أن "الرئيس ماكرون علم بنتيجة تصويت النواب بحجب الثقة عن حكومة فرانسوا بايرو وسيعين رئيسا جديدا للحكومة خلال الأيام المقبلة".
وحجب النواب الفرنسيون مساء الإثنين الثقة عن حكومة فرانسوا بايرو بعد تسعة أشهر فقط على توليه منصبه, بعد تصويت في الجمعية الوطنية دعا إليه رئيس الوزراء وخسره بفارق كبير وذلك على خلفية خطته للميزانية. وصوت 364 نائبا لصالح حجب الثقة بينما أبدى 194 فقط تأييدهم لحكومة بايرو.