عبد الحميد بن هدوقة في مئويته: من ريح الجنوب إلى وعي السرد… هل قرأناه حقاً؟”

سيلا
31/10/2025 - 18:50

احتضن الصالون الدولي للكتاب بالجزائر ندوة فكرية موسومة بـ «مئوية عبد الحميد بن هدوقة: كيف نقرأه اليوم؟»، شارك فيها نخبة من الأدباء والنقاد يتقدمهم الدكتور واسيني الأعرج، والدكتور أنيس بن هدوقة، والدكتور بختي ضيف الله، والدكتورة سامية إدريس، في احتفاءٍ بالكاتب الذي وضع حجر الأساس للرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية.

في مداخلته، تساءل واسيني الأعرج بحدةٍ وحنين: «هل تحررنا فعلاً من عقدة البدايات؟ وهل امتلكنا أدوات سرد لذواتنا؟ وهل صارت لغتنا مرآةً لوعينا؟»، مؤكداً أن بن هدوقة لم يكن مجرد كاتب بل مؤسسٌ لوعيٍ روائيٍّ جزائريٍّ حديث. وقال: «المصيبة أن بين أجيال الكتابة قطيعات، ونحن في حاجةٍ إلى تراكمٍ يضمن استمرارية الأصوات فينا « .

أما أنيس بن هدوقة، نجل الراحل، فقد استعاد ذاكرة والده قائلاً: «كان مجاهداً ومخرجاً إذاعياً كتب أكثر من ثلاثين مسرحية، وارتبط اسمه بصوت الجزائر في فجر استقلالها». وأضاف: «في بيتنا كانت مكتبة تجاوزت ثلاثة آلاف كتاب، أحرقتها يد الاستعمار، لكنها ظلت مشتعلة في ذهن والدي». ووصف رواية «ريح الجنوب» بأنها تحفة فنية تجسّد التجربة الإنسانية الجزائرية، منتقداً ما سماه “النرجسية الجديدة” لدى بعض الكتّاب الشباب. 

من جهته، اعتبر ضيف الله بختي أن بن هدوقة هو من «رسّخ الفن الروائي وأدخل الجزائر في مناخ السرد الحديث»، مشيراً إلى أثر رواية «ريح الجنوب» التي ألهمته كتابة «ريح الجنون«.

أما الدكتورة سامية إدريس، فشدّدت على ضرورة «تكريس ثقافة العرفان» لمن أسسوا الكتابة الجزائرية، ووصفت بن هدوقة بأنه الكاتب الذي «جمع بين الشعر والقصة والمسرح والرواية، ورصد تحولات المجتمع الجزائري من الريف إلى المدينة بلغة رمزية تبصّرية«.

واختتمت الندوة بدعواتٍ متكررة إلى إدراج نصوص المؤسسين أمثال بن هدوقة في المناهج المدرسية والجامعية، حفاظاً على الذاكرة الأدبية الجزائرية، وتأكيداً على أن ريح الجنوب ما تزال تهبّ في وعينا الثقافي، تبحث عن قارئٍ جديدٍ لا يكتفي بالاحتفاء، بل يجرؤ على إعادة القراءة.

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية