أكد خليل هدنة، مدير الإعلام والاتصال بوزارة الطاقة والطاقات المتجددة، أن الجزائر تُعد من الدول الرائدة في مجالي الربط بالكهرباء والغاز الطبيعي، بفضل البرامج الطاقوية التي يجري تنفيذها وفق توجيهات رئيس الجمهورية.
وأوضح هدنة، في تصريحاته هذا الثلاثاء ضمن برنامج ضيف الصباح على القناة الأولى للإذاعة الجزائرية، أن نسبة التغطية بالكهرباء على المستوى الوطني بلغت 99 بالمائة، أي ما يعادل أكثر من 12.5 مليون زبون، في حين وصلت نسبة التغطية بالغاز إلى 72 بالمائة، بما يفوق 8.2 مليون زبون، وهي نسبة تتجاوز المعدل العالمي الذي لا يتعدى 45 بالمائة.
وأشار إلى أن تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية في هذا المجال يسير بوتيرة ثابتة لتلبية احتياجات السكان والاقتصاد الوطني، بهدف ضمان بيئة معيشية ملائمة للمواطنين وتوفير الطاقة لمختلف القطاعات الصناعية والفلاحية والخدماتية.
سونلغاز.. صحة مالية وقوة تقنية
وفي حديثه عن أداء مجمع سونلغاز، أكد هدنة أن الشركة أظهرت “صحة مالية وفنية جيدة”، خاصة خلال صيف 2025 الذي شهد ذروة تاريخية في استهلاك الكهرباء، حيث بلغ الطلب الوطني 20.686 ميغاواط خلال شهري جويلية وأوت، دون تسجيل أي اضطرابات أو أعطال.
وأوضح أن الزيادة في الاستهلاك قدّرت بـ1085 ميغاواط، أي ما يعادل محطة إنتاج كاملة، وهو ما استدعى استثمارات بلغت 104 مليارات دينار لسنة 2025، من بينها محطة مستغانم التي تُعد الأكبر بقدرة 1540 ميغاواط.
وأرجع هدنة هذه النتائج إلى السياسة الرشيدة التي تعتمدها سونلغاز من خلال الاستثمارات الاستباقية وأعمال الصيانة الدورية للشبكة الوطنية، إلى جانب تحديثها وتحسين نقاط الضعف المسجلة خلال سنة 2024.
وأشار إلى أن القدرة الإجمالية للإنتاج الكهربائي في الجزائر بلغت حاليًا 27 ألف ميغاواط، أغلبها من الغاز الطبيعي، ما يفتح آفاقًا للتصدير نحو الدول المجاورة.
ربط 100 ألف مستثمرة فلاحية بالكهرباء
وفيما يتعلق بدعم القطاع الفلاحي، كشف هدنة أن سونلغاز نجحت في ربط أكثر من 100 ألف مستثمرة فلاحية بالكهرباء إلى غاية نهاية أكتوبر الماضي، متجاوزة بذلك الهدف المسطر بـ95 ألف مستثمرة قبل نهاية 2025.
وأكد أن هذا الإنجاز تحقق بفضل التنسيق بين المجمع والمصالح الفلاحية والسلطات المحلية، حيث استفاد الفلاحون من تسهيلات عديدة شملت إنجاز الدراسات والأشغال والربط دون أي دفعات مسبقة، وذلك لتشجيع الاستثمار الفلاحي وخلق مناصب شغل جديدة وتحقيق الأمن الغذائي.
تزويد المناطق الصناعية ومناطق النشاط بالطاقة
وفي إطار دعم وتحفيز الاستثمار في المجال الصناعي، أشار هدنة إلى أن سونلغاز أنهت عملية ربط 43 منطقة صناعية بالكهرباء و29 منطقة أخرى بالغاز، إضافة إلى 100 منطقة نشاط مزودة بالكهرباء و71 منطقة أخرى بالغاز، وذلك في سياق تحقيق التوازن الجهوي والقضاء على فوارق التنمية بين مختلف مناطق الوطن.
مشروع ألف محطة شحن للسيارات الكهربائية
وفي سياق مواكبة عملية الانتقال نحو النقل النظيف، أكد هدنة أن أشغال إنجاز ألف محطة شحن للسيارات الكهربائية بلغت مراحلها الأخيرة، حيث تم في المرحلة الأولى تجهيز الطريق السيار شرق–غرب بهذه المحطات وأعمدة الشحن الكهربائي، تلتها مرحلة ثانية من التوسع نحو المدن الداخلية ومناطق الجنوب.
وأوضح قائلاً: “أعمدة الشحن الكهربائية تُصنع محليًا بنسبة إدماج تفوق 56 بالمائة، عبر الشركة الجزائرية للصناعات الكهربائية والغازية التابعة لمجمع سونلغاز بوحدة العلمة.”
22 مليون كاشف لأحادي أكسيد الكربون لتأمين المنازل
وفي إطار السلامة المنزلية، أعلن هدنة أن سونلغاز وزعت إلى حد الآن 17 مليون كاشف لأحادي أكسيد الكربون، بمعدل كاشفين لكل بيت، على أن يتم استكمال توزيع 22 مليون كاشف قبل نهاية السنة الجارية ومطلع سنة 2026.
وأشار إلى أن العملية خُصصت لها الدولة ميزانية قدرها 7 مليارات دينار، وتشمل حتى المساكن غير المربوطة بالغاز، بهدف حماية المواطنين من مخاطر التسمم بهذا الغاز القاتل مع اقتراب فصل الشتاء.
مساهمة سونلغاز في مشاريع تحلية مياه البحر
وبخصوص مساهمة سونلغاز في مشاريع تحلية مياه البحر، أوضح هدنة أن المجمع عمل على ربط خمس محطات تحلية كبرى بالكهرباء، باعتبار أن محطات التحلية تستهلك طاقة كهربائية كبيرة.
وفي هذا السياق، قال إن مصالح سونلغاز تستعد للمشاركة في ثلاث محطات جديدة قيد الدراسة، حيث رُصدت لهذه المشاريع ميزانية قدرها 14 مليار دينار، بالنظر إلى حجم الطاقة الذي تتطلبه.
نحو إنجاز 15 ألف ميغاواط من الطاقات المتجددة
ولدى تطرقه إلى برنامج الانتقال الطاقوي، أكد هدنة أن الجزائر تعمل حاليًا على تجسيد مشروع إنتاج 15 ألف ميغاواط من الطاقات المتجددة في أفق سنة 2035.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى من المشروع، والمقدرة بـ3200 ميغاواط، قيد الإنجاز حاليًا من خلال عدة محطات عاملة بالطاقة النظيفة، منها محطتا “تندلا” بالمغير و“لغروس” ببسكرة، بطاقة تتراوح بين 200 و250 ميغاواط لكل محطة، على أن تُدمج في الشبكة الوطنية للكهرباء قبل نهاية 2025.
كما أعلن أن المجمع يسعى إلى رفع نسبة الإدماج المحلي عبر تشجيع صناعة الألواح الشمسية والمعدات المرتبطة بالطاقات النظيفة.
مشاريع الربط الكهربائي الإقليمي والدولي
وشدد خليل هدنة على أهمية مشروع الربط الكهربائي بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، مؤكداً أن الجزائر تواصل العمل على “مشروع القرن” المتمثل في الربط البحري بين الجزائر وإيطاليا، الذي سيسمح بتصدير طاقة نظيفة إلى أوروبا.
وأشار إلى أن الجزائر تولي اهتمامًا خاصًا بالقارة الإفريقية، طبقًا لتوجيهات السلطات العليا للبلاد، حيث تقوم سونلغاز بتصدير ما يعادل 500 ميغاواط من الكهرباء إلى تونس، مع خطط للتوسع نحو ليبيا ومصر عبر الجارة تونس.
وفي الختام، كشف هدنة عن وجود اتفاقيات تعاون مع 14 دولة إفريقية في مجالات التكوين وتبادل الخبرات وتصدير العدادات والمعدات الكهربائية، بالإضافة إلى إبرام أربع اتفاقيات استثمارية خلال الفترة الأخيرة مع الموزمبيق.
الإذاعة الجزائرية











