تعد معركة غار بوجليدة ببلدية القعدة (ولاية معسكر)، شاهدةً على بطولات وتضحيات الشهيد الجزائري البطل الرمز أحمد زبانة.
واندلعت تلك المعركة يوم الثامن نوفمبر من عام 1954، في موقع يبعد بنحو عشرة كيلومترات جنوب بلدية القعدة.
وكانت معركة غير متكافئة من حيث العدد والعتاد بين المجاهدين وجيش المستعمر الفرنسي.
ولجأ أحمد زبانة (1926 – 1956) رفقة عشرة مجاهدين إلى الغار بعد نجاحهم في الاستيلاء على كمية من الأسلحة والقنابل.
حصل ذلك في أعقاب العملية العسكرية التي قادها زبانة يوم الرابع نوفمبر بغابة مولاي إسماعيل (لاماردو سابقاً) المتواجدة ببلدية عقاز.
وبحسب مديرية المجاهدين وذوي الحقوق لولاية معسكر، اندلعت المعركة بعدما رصد المحتلون مكان تواجد الشهيد زبانة ورفاقه.
وقام الاحتلال البغيض بتطويق غار بوجليدة، مما نجم عنه اندلاع اشتباك وتبادل إطلاق نار كثيف.
وشهدت المعركة استشهاد عبد القادر ابراهمي، واصابة أحمد زبانة الذي اعتقل رفقة بقية المجاهدين.
وقام المستعمر الفرنسي بنقل أحمد زبانة إلى المستشفى العسكري لوهران قبل الزجّ به في السجن.
وأحيل زبانة على المحكمة العسكرية لوهران بتاريخ الحادي والعشرين أفريل 1955، وجرى الحكم عليه بالإعدام.
وتمّ نقل أحمد زبانة لاحقاً إلى سجن بربروس بالجزائر العاصمة، وجرى تثبيت ادانته بالإعدام.
وجرى تنفيذ الحكم بالمقصلة فجر التاسع عشر جوان 1956 بساحة السجن ذاته.
وفي تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية، أشار أستاذ تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر، لحسن جاكر، إلى صمود وبسالة مجاهدي جيش التحرير.
وركّز الأستاذ بجامعة مصطفى اسطمبولي بمعسكر، على قيادة الشهيد أحمد زبانة في معركة غير متكافئة.
وأضاف: "موقع غار بوجليدة، المتواجد بمنطقة جبلية ذات تضاريس وعرة، يبرز الحنكة العسكرية للشهيد أحمد زبانة".
واختار زبانة هذا المكان، لأنّه لم يكن مكشوفاً من قبل قوات الاستعمار الفرنسي خلال الأيام الأولى للثورة التحريرية المجيدة.
وارتبط المكان بالشهيد أحمد زبانة الذي كان مخطّطاً عسكرياً بارعاً.
ودعا الباحث ذاته إلى ضرورة تعريف جيل اليوم بهذا الموقع الذي يؤرّخ للثورة التحريرية بالمنطقة من خلال انجاز أعمال وثائقية.
وحثّ جاكر على برمجة زيارات بيداغوجية وتنشيط محاضرات ودروس تاريخية بالمرافق التربوية.
وقامت مديرية المجاهدين وذوي الحقوق بتجسيد برنامج بيداغوجي للتعريف بالمواقع التي تؤرخ للمعارك التي وقعت إبان الثورة التحريرية في المنطقة.
ويشمل البرنامج تنظيم زيارات بيداغوجية دورية إلى هذا المعلم التاريخي لفائدة تلاميذ المؤسسات التربوية ومتربصي المرافق التكوينية.
ويستوعب البرنامج أيضاً عموم المنخرطين في المؤسسات الشبابية والثقافية والطلبة الجامعيين.
الإذاعة الجزائرية











