بوغرارة: احتضان الجزائر لإعلان قيام دولة فلسطين محطة رمزية في مسار النضال الفلسطيني

حكيم بوغرارة
16/11/2025 - 12:29

أكد المحلل السياسي وأستاذ علوم الإعلام والاتصال حكيم بوغرارة أن دلالات إعلان قيام دولة فلسطين في الجزائر والذكرى التي نحتفل بها في الـ15  نوفمبر من كل عام تعكس الكثير من الدلالات، لأن سنة 1988 كانت تتويجا لمسار نضالي فلسطيني كبير جدا.

ولدى استضافته هذا الأحد  في برنامج  "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الثانية   أوضح بوغرارة  أن الجزائر رغم الصعوبات التي كانت تمر بها، قبلت احتضان مؤتمر إعلان قيام دولة فلسطين في الوقت الذي رفضته الكثير من الدول العربية، ورغم كل المخاطر الأمنية والتهديدات، لأن النضال الفلسطيني عاش الكثير من المآسي.

وأضاف أن بعض الدول العربية اقترحت على الفلسطينيين التوجه إلى أعالي البحار على باخرة لإعلان قيام الدولة، بينما الجزائر تحملت المسؤولية واحتضنت المؤتمر التاريخي، وتم إعلان قيام الدولة الفلسطينية كورقة مهمة لدعم القضية والتصدي لكل المؤامرات وخطط الصهاينة، لذلك كانت تلك المحطة رمزية ومهمة جدا ومنعرجا حاسما في مسار النضال الفلسطيني ومكافحة الصهيونية والتآمر العالمي على القضية الفلسطينية، ولهذا يجب أن تحظى بالعناية كل سنة.

خطاب ياسر عرفات واعتراف دولي متزايد

وأكد بوغرارة أن خطاب الرئيس الراحل ياسر عرفات كان تاريخًا من خلال إعلانه قيام الدولة الفلسطينية والقدس عاصمة لها، لأن هذا الإعلان اكتسب الاعتراف ولو متأخرا، بعدما حظي باعتراف كبير من عديد الدول الأوروبية خلال الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأشار إلى أن الكيان الصهيوني ينفرد بعامل القوة، إلا أن العمل الدبلوماسي والنضال السياسي كانا مهمين جدا في اقناع الكثير من الدول بدعم القضية، مما شكل ضغطا كبيرا على الكيان الصهيوني.

وأوضح أن الجزائر دعمت هذه الخطة في سياق سبق أحداثا مهمة مثل حرب الخليج ومؤتمر مدريد وصولا إلى اتفاق أوسلو الذي كان مخيبا للقضية الفلسطينية، لأن الكيان الصهيوني والغرب لم يضغطا لتجسيد ما تم الاتفاق عليه سنة 1993، وهو ما جعل المسار أكثر تعقيدا.

الخذلان العربي وغياب الموقف

وأضاف المتحدث أن الشعب الفلسطيني يعاني كثيرا، وحتى مبادرة وقف إطلاق النار كشفت الكثير من المآسي، ولكن ما يؤلم الفلسطينيين أكثر هو الخذلان العربي والخيانة والعمالة، في وقت يرتكب فيه الكيان الصهيوني جرائم ضد الإنسانية .

في نفس السياق، أشار بوغرارة إلى أن الاهتمام الإعلامي بالقضية الفلسطينية تقلص كثيرًا منذ وقف إطلاق النار، وهذا الصمت الإعلامي جعل الكيان الصهيوني يرفع من وتيرة الهمجية ووجد فرصة لتدمير ما تبقى من قطاع غزة والضغط على الفلسطينيين. وأضاف أن اليوم العالمي للتسامح يعكس النفاق العالمي تجاه القضايا العادلة بسبب الانحياز للكيان الصهيوني.

الجزائر.. موقف ثابت وواجب أخلاقي

وأوضح أن الجزائر تعتبر القضية الفلسطينية واجبا ومسؤولية وأن الجزائر لم تتأخر يوما عن دعم القضية، خاصة خلال فترة عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن التي تزامنت مع طوفان الأقصى، ما مكن الدبلوماسية الجزائرية من تكثيف التضامن وحشد الدعم وفضح الكيان الصهيوني.

التفاؤل رغم الصعوبات.. والوحدة مفتاح النصر

وختم المتحدث بالقول "رغم الظروف الصعبة، لكن الاحتقان داخل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، والأزمات في الأنظمة الأوروبية، كلها أوراق مهمة لإعلان قيام الدولة الفلسطينية، واعتبر أن إعادة لم الشمل الفلسطيني وإعادة منظمة التحرير والقضاء على الانقسام وإجراء الانتخابات أمور ضرورية لأنها تقوي المؤسسات وتقطع الطريق على من يدعي غياب الشرعية".

 

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية
تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios