شدد وزير الطاقة والطاقات المتجددة، مراد عجال، هذا الإثنين بالجزائر العاصمة، على ضرورة تصنيع المعدات والمكونات الطاقوية محليا، باعتبار ذلك شرطا أساسيا لنجاح البرنامج الوطني للطاقات المتجددة ورفع نجاعة المشاريع المسطرة في هذا المجال.
وجاء تصريح الوزير خلال إشرافه بقصر المعارض بالصنوبر البحري على افتتاح الطبعة الأولى من المعرض الدولي للكهرباء والطاقات المتجددة "كهرباء ألجيريا إكسبو"، بحضور وزير الصناعة، يحيى بشير، ووزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، نور الدين واضح، والمدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش.
وأكد السيد عجال، في كلمته الافتتاحية، أن دعم البرنامج الوطني للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة يستوجب تعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين، بهدف تطوير القدرات الصناعية الوطنية، موضحا أن نجاعة تنفيذ هذا البرنامج ترتبط بتصنيع الجزء الأكبر من المعدات محليا والتحكم في التكنولوجيات على مستوى المخابر الوطنية.
وأبرز الوزير أن مجمع سونلغاز يمثل نموذجا مرجعيا في هذا المسعى، بالنظر إلى دوره القيادي في صناعة الكهرباء بالجزائر، حيث مكن عبر مخابره من تأهيل أكثر من 164 مصنعا لمعدات الكهرباء و 34 آخر لمعدات الغاز منذ سنة 2005، ما يعكس الديناميكية الصناعية المسجلة في القطاع.
وأشار السيد عجال إلى أن التحدي يتمثل في رفع نسبة الإدماج الوطني إلى أكثر من 50 بالمائة عبر مختلف مراحل سلسلة القيمة، بما يسمح للمنتجات الجزائرية بولوج الأسواق الخارجية، لاسيما الإفريقية، مضيفا أن هذا التوجه يندرج في إطار تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، المتعلقة بالنهوض بالصناعات الكهربائية وتعزيز تنافسية الإنتاج الوطني.
وأضاف أن المعرض يشكل فضاء مهما لتبادل الخبرات بين الفاعلين المؤسساتيين والصناعيين، خصوصا فيما يتعلق بالتحديات والحلول المرتبطة بتطوير الصناعة الكهربائية، مبديا قناعته بأن النقاشات ستتطرق بعمق إلى قضايا الابتكار والتحول الرقمي وإدارة المخاطر وأنظمة الشهادات والمعايير.
من جانبه، عبر وزير الصناعة عن تفاؤله بنتائج المعرض المنتظرة، معتبرا أن الحركية التي يشهدها قطاع الصناعات الكهربائية والطاقات تعكس الإمكانات الحقيقية للاقتصاد الوطني في مسار الانتقال الطاقوي.
كما أشار إلى أن حضور الفاعلين الصناعيين، وفي مقدمتهم مجمع سونلغاز، يعكس قدرة الصناعة الوطنية على مواكبة التطورات التكنولوجية.
بدوره، أكد وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة أن استحداث وزارة مخصصة للطاقات المتجددة يعكس إرادة واضحة لتنويع الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن برنامج الطاقات المتجددة يفتح آفاقا واسعة للابتكار بمساهمة المؤسسات الناشئة والتكنولوجيات الحديثة.
وأوضح السيد واضح أن بناء اقتصاد قائم على المعرفة يستلزم تعاونا "ذكيا وسلسا" بين القطاعين العام والخاص وفق مقاربة رابح-رابح، بما يضمن استفادة الجزائر أولا من هذه الديناميكية، مشددا على تجند قطاعه لدعم الابتكار وتعزيز القيمة المضافة داخل الاقتصاد الوطني.
ويعد المعرض الدولي للكهرباء والطاقات المتجددة، المنظم من 17 إلى 19 نوفمبر 2025من طرف شركة "الجزائر للمعارض"، حدثا مهنيا يجمع الفاعلين في مجالات الكهرباء والطاقات المتجددة ويعرف مشاركة نحو 40 عارضا يمثلون مكاتب دراسات ومصنعي الكوابل الكهربائية ومهندسين وتقنيين في الإلكتروتقني، إضافة إلى مؤسسات معنية بتطوير القطاع، بهدف تبادل الخبرات وبحث فرص الشراكة وترقية الابتكار عبر جلسات نقاش ولقاءات مهنية ثنائية.
الإذاعة الجزائرية











