تريعة: الجزائر تسعى لتعويض حصصها السابقة من التونة الحمراء بأثر رجعي

ميلود تريعة
26/11/2025 - 18:38

أعلن المدير العام للصيد وتربية المائيات، ميلود تريعة، هذا الأربعاء، أن الجزائر، بعد استرجاع حصتها التاريخية في صيد سمك التونة الحمراء الحية ضمن اللجنة الدولية للمحافظة على تونة الأطلسي "إيكات" (ICCAT)، تعمل حاليا على استرجاع حصص السنوات الماضية بأثر رجعي.

وأوضح السيد تريعة، في تصريح صحفي، أن هذا المسعى يندرج في إطار تعويض الأضرار التي لحقت بالجزائر جراء تقليص حصتها سابقا إلى 1 بالمائة فقط من إجمالي حصة الدول الأعضاء في "إيكات"، مضيفا أن استرجاع الحصة التاريخية مكن الجزائر من الاقتراب من نسبة 10ر5 بالمائة من إجمالي الحصة.

وذكر المسؤول أن هذا القرار جاء خلال أشغال الدورة العادية الـ29 لمنظمة "إيكات"، المنعقدة بإشبيلية (إسبانيا) من 17 إلى 24 نوفمبر الجاري، والتي صادقت على مخطط توزيع حصص الصيد للفترة 2026-2028.

وبموجب القرار الجديد، ارتفعت الحصة السنوية للجزائر من 2023 طن إلى 2460 طن، أي بزيادة قدرها 437 طن سنويا.

وأشار السيد تريعة إلى أن استرجاع الحصة تم بفضل التحضير المكثف للوفد الجزائري لملف تقني شامل قبل أشهر من انعقاد الدورة، مبرزا أن الملف ارتكز على الوضعية التاريخية للصيد في الجزائر، والتي تعد معيارا أساسيا في تحديد حصص الدول.

وأضاف المتحدث أن الجزائر تستوفي المعايير التقنية المطلوبة، بما في ذلك قدرات أسطول الصيد المتخصص الذي يضم 40 سفينة عالية القدرة، منها وحدات مصنعة محليا، وقد أثبت نجاعته خلال موسم 2024 وتمكن من صيد الحصة كاملة.

وبالموازاة مع ذلك، يضيف المسؤول، نجحت الجزائر – بعد مشاورات صعبة خلال أشغال الدورة – في إدراج فقرة ضمن التوصية النهائية للمخطط الجديد، تنص على متابعة ملفها خلال المراجعة المقبلة سنة 2028، بهدف تعويض الضرر الذي لحق بها منذ الدورة الـ17 سنة 2010 التي شهدت غياب الوفد الجزائري، وتم على إثرها تقليص حصتها إلى 1 بالمائة.

كما تطرق المدير العام إلى جانب الرقابة، مشيرا إلى أن الجزائر تلعب اليوم دورا مهما في مراقبة نشاط الصيد وتطبيق الإجراءات الموجهة لحماية هذا النوع من الأسماك.

ومن جهة أخرى، أكد السيد تريعة أن القطاع يسعى إلى تحقيق قيمة مضافة أكبر من خلال إطلاق تجربة تسمين التونة خلال موسم الصيد القادم، وذلك لأول مرة في مزرعة نموذجية بولاية تلمسان، على أن يتم نقلها لاحقا إلى ولاية الطارف لكون التونة تتواجد غالبا قرب السواحل الشرقية.

وفي حال نجاح هذه التجربة الأولية، أوضح المسؤول أنه سيتم تخصيص جزء من الحصة الإجمالية لفائدة هذه المزرعة.

كما أعرب عن أمله في أن تسمح هذه العملية بتخزين التونة بطريقة طبيعية، مضيفا أنه يجري التفكير مستقبلا في اعتماد تقنية التجميد للحفاظ على الجودة الغذائية، قصد تسويق التونة خارج موسمها وضمان توفرها في السوق الوطنية طوال السنة.

المصدر
وأج