من التكوين إلى الاقتصاد الإبداعي: رؤية وطنية متكاملة لتمكين الشباب وتعزيز الصناعات الإبداعية

ارحاب
16/12/2025 - 16:58

في سياق الجهود الوطنية الرامية إلى دعم الاقتصاد الإبداعي وترسيخ أسسه كخيار استراتيجي للتنمية المستدامة، أشرفت نسيمة إرحاب وزيرة التكوين والتعليم المهنيين، وبحضور السيد وزير الشباب، المكلّف بالمجلس الأعلى للشباب، على تنظيم لقاء وطني وورشة متخصصة في برمجة وتطوير الصناعات الإبداعية الرقمية، تهدف إلى تنمية مهارات الشباب وتأهيل الكفاءات الوطنية في أحد أكثر مجالات الاقتصاد الإبداعي ابتكارًا ونموًا.

وجرى هذا الحدث بمشاركة نخبة من خبراء تطوير المحتوى الإبداعي الرقمي، وطلبة المدرسة العليا للإعلام الآلي، إلى جانب إطارات الإدارة المركزية وأساتذة الهندسة البيداغوجية، حيث شكّل فضاءً تفاعليًا لتقاسم الخبرات، واستعراض أحدث التقنيات المعتمدة عالميًا في تصميم وتطوير المنتجات الإبداعية الرقمية، وبحث آفاق إدماج هذا التخصص ضمن منظومة التكوين والتعليم المهنيين.

وفي هذا الإطار، أكدت وزيرة التكوين والتعليم المهنيين، في كلمتها، أن الاقتصاد الإبداعي والاقتصاد الابتكاري يمثلان رافعة حقيقية لتحديث منظومة التكوين ورفع جاذبيتها، من خلال تكييف البرامج البيداغوجية مع اهتمامات الشباب ومتطلبات سوق العمل الجديد. وأبرزت أن الصناعات الإبداعية الرقمية لم تعد تقتصر على بعدها الثقافي أو الترفيهي، بل أصبحت قطاعًا اقتصاديًا واعدًا، يوفّر فرصًا ملموسة للتشغيل، والابتكار، وريادة الأعمال، ويساهم في خلق قيمة مضافة عالية.

كما شددت السيدة الوزيرة على أهمية تطوير مسارات تكوينية حديثة تستلهم من التراث الوطني، والتاريخ، والهوية الجزائرية، بما يسمح بإنتاج محتوى إبداعي هادف يعكس الخصوصية الثقافية للجزائر، ويعزز حضورها ضمن الصناعات الإبداعية على المستويين الإقليمي والدولي.

من جهته، أكد السيد وزير الشباب أن الاستثمار في وقت الشباب وقدراتهم الإبداعية يُعد ركيزة أساسية لبناء اقتصاد قوي ومتنوع، مشددًا على ضرورة مرافقة المبادرات الإبداعية، وفتح آفاق جديدة أمام المواهب الشابة للاندماج الفعلي في مسارات الابتكار والمقاولاتية الإبداعية.

وقد تخلل اللقاء عرض تجربة نموذجية أولى في مجال الصناعات الإبداعية الرقمية، من خلال عروض توضيحية ذات بعد استراتيجي، أبرزت آفاق التكوين، وفرص الإدماج المهني، وإمكانات تطوير مشاريع شبابية قادرة على مواكبة التحولات التكنولوجية العالمية.

وتندرج هذه المبادرة ضمن الاستراتيجية الوطنية لعصرنة منظومة التكوين المهني، وتثمين الرأسمال البشري، وربط التكوين بالإبداع، بما يضمن توجيه الطاقات الشابة نحو مهن المستقبل، ويعزز مساهمة الجزائر في بناء اقتصاد إبداعي تنافسي ومستدام قائم على المعرفة والابتكار والهوية.

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية