الباحث حسان عبد الستار للإذاعة: تاريخ الجزائر يتعرض إلى التشويش والرئيس تبون حدّد معالم المرحلة الراهنة

08/05/2022 - 11:34

قال حسان عبد الستار مدير مساعد مكلف بالبحث العلمي بالمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية إن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون حدد معالم المرحلة الراهنة التي تتطلب إيلاء مكانة بارزة للتاريخ والذاكرة الوطنية وضرورة الاستثمار فيها من أجل الإسهام في مجهود إعادة البناء الوطني وأيضا ليكون هذا الإرث التاريخي معلما وملهما للأجيال الحاضرة والصاعدة.

واعتبر الباحث في تاريخ الحركة الوطنية لدى استضافته ضمن "ضيف الأخبار" على أمواج القناة الأولى للإذاعة الجزائرية، بأن خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة، رسالة واضحة ودقيقة بأن ملفات الذاكرة لا تسقط بالتقادم وأنه يتعين على الطرف الفرنسي الإقرار بمسؤوليته التاريخية والتعاطي مع الملف بنزاهة وأمانة وإيجابية وبمسؤولية من أجل التقدم في مسار التعاون الثنائي في كنف من الاحترام المتبادل لمصالح البلدين.

وأشار الدكتور عبد الستار إلى أنه يتعين على فرنسا اليوم التعامل بإيجابية مع المطالب الجزائرية وخصوصا في ملفات عالقة وشائكة من أجل تهدئة النفوس ومنها ملفات المفقودين والمنفيين والتفجيرات النووية في الصحراء الكبرى.

وأضاف "ضيف الإذاعة" بأن من بين هذه القضايا التي ما تزال مثار خلاف ونكران من قبل الاستعمار السابق هي مسألة تصحيح وضبط المصطلحات وخصوصا حيال النظرة لـ "مجازر الثامن ماي"، إذ ما تزال تعتبرها المدرسة الرسمية الفرنسية مجرد "حوادث " بينما يتعلق الأمر بمأساة حقيقية ناجمة عن مجازر وحشية راح ضحيتها عثرات الآلاف من الجزائريين وما رافقها من أعمال التنكيل وحرق للجثث والمقابر الجماعية في وقت كان فيه العالم يحتفل بالحرية والانتصار على النازية والفاشية.

وشدد الدكتور عبد الستار على أن الاهتمام بالتاريخ صار أمرا ثابتا في السياسة الوطنية منذ إقرار رئيس الجمهورية تاريخ الثامن ماي يوما للذاكرة الوطنية قبل عامين وتبعه قرار بإنشاء قناة تلفزيونية عمومية للذاكرة ودعوته المستمرة من أجل الاستثمار في هذا الإرث التاريخي باعتباره مصدر عزتنا والتصدي لأولئك الذين يعملون يوما بعد يوم من أجل ضرب الجزائر في رموزها وتاريخها وشخصيتها.

وبخصوص الذاكرة الوطنية، قال الباحث إن بناء هذه الذاكرة ليست مسؤولية أفراد أو جماعات أو هيئة إنما مسار يشارك فيه الجميع ويدخل ضمن استراتيجية وطنية متكاملة تنطلق من الإرادة الشعبية وتنخرط فيها كل القوى الحية ومنها النخبة المدعوة لمرافقة البرنامج السياسي للذاكرة وكذلك المؤسسات الإعلامية المدعوة لجعل التاريخ أولوية ضمن برامجها، بالإضافة إلى مختلف أطياف المجتمع المدني.

وضمن هذا السياق، يضيف حسان عبد الستار " نلاحظ بأنه بعد مرور عامين على إقرار اليوم الوطني للذاكرة بأن الدولة الجزائرية تقدر هذه المسؤولية وتولي لها عناية كبيرة باعتبارها رافدا من روافد الإقلاع وبناء المستقبل ويتم ذلك من خلال التعريف وتبجيل الرموز الوطنية والاستلهام من القيم والمواقف وبطولات القادة ورموز الثورة بما فيها أبطال المقاومة الشعبية منذ 1830 والإفادة منها في المستقبل ونقل تراثهم إلى الإنسانية."

وعلى صعيد آخر، حذر الباحث من خطورة عمليات التشويش والتشويه التي يتعرض لها تاريخ الجزائر عبر منصات التواصل الاجتماعي والتي تتحدث فقط عن نقاط الظل وتغفل ماضينا بالمشرق في المقاومة والتضحيات، مبرزا أهمية الإعلام الوطني بقنواته المرئية والمسموعة وصحافته المكتوبة والالكترونية في التصدي لهذه الحملات المشبوهة.

 

تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios