مطالبات سودانية بمحاسبة المتسببين في كارثة مليلية

كارثة مليلية
23/07/2022 - 19:43

طالبت مجموعة من طالبي اللجوء السودانيين المتواجدين بالمغرب, هذا السبت، من الناجين من فاجعة يوم "الجمعة الأسود", بمحاسبة "من يقف وراء الكارثة الإنسانية" التي تسبب فيها التدخل الوحشي لقوات الأمن المغربية, عندما حاول حوالي ألفي مهاجر إفريقي العبور نحو جيب مليلية الاسباني انطلاقاً من مدينة الناظور.

في بيان وجهته هذه المجموعة التي تعيش ظروفا صعبة في المغرب, إلى ممثلي الهيئات الدبلوماسية ومنظمات حقوق الإنسان وممثلي الحركة الحقوقية والجمعوية, وأوردته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان - فرع الناظور على صفحتها الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك", قالت إنّ "الانتهاكات التي تعرّض لها طالبو اللجوء في أحداث الجمعة السوداء بالناظور " على أيادي قوات الأمن المغربية "لا تخفى على أحد".

في السياق ذاته، أكدت المجموعة أنّ عملية القفز على السياج ومحاولة العبور إلى مليلية بالجيب الاسباني, "ليست جريمة كبيرة بالقدر الذي استحق القتل والتعذيب بتلك الوحشية", مطالبة "بالتحقيق في هذه الفاجعة ومحاسبة من يقف وراء هذه الكارثة الإنسانية" التي "راح ضحيتها ما يقارب 140 طالب لجوء مع تسجيل أكثر من 800 جريح وأكثر من 140 مفقود"، بحسبها.

وطالبت المجموعة نفسها بالكشف عن "هوية القتلى والمفقودين في فاجعة مليلية, وعلاج المصابين, وعدم استخدام العنف والرصاص ضدّ المهاجرين وطالبي اللجوء, وعدم قتلهم". وحثت على "إطلاق سراح المعتقلين والإجلاء الفوري للمهاجرين وطالبي اللجوء إلى دول آمنة"، كما ناشد طالبو اللجوء "بعدم إعادتهم بعد العبور إلى الأراضي الإسبانية".

يُشار إلى أنّ نظام المخزن لم يكتف بقتل العشرات من المهاجرين الأفارقة, بل أدان 33 منهم بـ 6 أشهر حبساً نافذاً وبغرامات مالية.

وبعد نحو شهر من هذه الفاجعة التي ارتكبتها قوات القمع المغربية بحق المهاجرين الأفارقة يوم 24 جوان الأخير, مازالت تتوالى ردود الفعل الدولية المندّدة بهذه "الجريمة النكراء" والمطالبة بفتح تحقيق مستقل في هذه "الكارثة" .

وخلّفت هذه الكارثة مقتل ما لا يقل عن 23 مهاجراً إفريقياً (بحسب أرقام السلطات المغربية), وسط تباين في الحصيلة النهائية لهذه المجزرة التي هزت الرأي العام العالمي وصور العشرات من الجثث البشرية مكدسة فوق بعضها البعض. 

وفي هذا الإطار, وجّهت 74 منظمة غير حكومية مؤخراً, رسالة إلى الأمم المتحدة، ندّدت فيها بـ "انتهاكات الحقوق" في أعقاب مقتل المهاجرين من أصل إفريقي بوحشية على أيدي الشرطة المغربية خلال محاولتهم العبور نحو جيب مليلية الإسباني انطلاقاً من مدينة الناظور.

وفي الرسالة الموجّهة إلى مقرّري الأمم المتحدة المعنيين بحقوق الإنسان للمهاجرين وبحالات الإعدام خارج نطاق القضاء, بصورة الإجراءات الموجزة أو التعسفية, دعت المنظمات, منها اللجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين ومنظمة أطباء العالم ومنظمة أنقذوا الأطفال, إلى إجراء "تحقيق في الوقائع والبت فيها وتنفيذ الأحكام بشأنها".