شهدت مدينة تيزي وزو، اليوم الاثنين، إطلاق قافلة تضامنية محمّلة بأزيد من 240 طنًا من مختلف المواد الاستهلاكية الأساسية باتجاه ولايات شرق البلاد المتضررة من الحرائق.
أشرف والي تيزي وزو ي جيلالي دومي على إعطاء إشارة انطلاق هذه القافلة التضامنية المشكلة من 11 شاحنة من ملعب أول نوفمبر بحضور منتخبين ومسؤولين محليين بالجهاز التنفيذي وباللجنة الأمنية، علمًا أنّ هذه العملية التضامنية جاءت بمبادرة من مصالح الولاية بمساهمة مختلف الهيئات العمومية والخاصة والحركة الجمعوية والمتعاملين الاقتصاديين والمواطنين.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، ذكر الوالي جيلالي دومي أنّ القافلة محملة بمختلف المواد الغذائية والمواد الصيدلانية والأفرشة والمنتجات الفلاحية، مشيرًا إلى أنّ "تحديد الاحتياجات الأساسية للضحايا جاء اعتمادًا على التجربة الأليمة التي عاشتها ولاية تيزي وزو خلال الصائفة الماضية".
ورافق هذه القافلة التضامنية تسعة مختصين نفسانيين و70 عونًا شبه طبي تم تجنيدهم من طرف المستشفى الجامعي " محمد ندير" ومن مديريات الصحة والسكان والنشاط الاجتماعي والتضامن واللجنة الولائية للهلال الأحمر الجزائري ومؤسسة خاصة.
في هذا الصدد، أوضح والي تيزي وزو: "هؤلاء الأعوان الطبيون سيدعمون زملائهم بالولايات المتضررة من الحرائق في رعاية الضحايا والتكفل بهم"، مشيدًا بمستوى تجند سكان تيزي وزو الذين سارعوا بعد المأساة مباشرة إلى مد يد العون لإخوانهم بولايات شرق البلاد.
وأكد جيلالي دومي أنّ هذه الهبة التضامنية "رسالة قوية لشعب موحد ومتضامن ومتماسك"، مؤكدا أنّ "هذه العملية التي ستتبعها عمليات أخرى مماثلة " هي "رسالة حب وأخوة وتآزر من تيزي وزو".
يُذكر أنّ سكان ولاية تيزي وزو الذين عاشوا المأساة نفسها خلال الصيف الماضي لم يترددوا في تجنيد أنفسهم لدعم الولايات المتضررة من خلال تنظيم عديد من عمليات جمع الهبات التضامنية عبر العديد من القرى بما فيها تلك القرى التي أتت عليها حرائق مهولة شهر أوت 2021، على غرار قرى آث يني وفريحة وعزازقة والأربعاء ناث إيراثن وأحياء ببلدية تيزي وزوي حسب المسؤولين المشرفين على هذه العمليات (لجان القرى والجمعيات).
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية على لسان أحد المحسنين بملعب أول نوفمبر: "نحن نتفهم تمامًا حجم المأساة والأسى الذي يمر به ضحايا الحرائق بولايات الشرق لأننا عايشنا المأساة نفسها خلال الصيف الماضي".
وأكد مواطنون وممثلون عن لجان القرى أنّ "ولاية تيزي وزو سجلت خلال الحرائق التي مستها عام 2021، تدفق المحسنين والمتطوعين من سائر ولايات الوطن لمدها بيد المساعدة، لذا من واجبنا اليوم دعم ومؤازرة الولايات المتضرّرة لمساعدتها على العودة إلى الحياة الطبيعية".
وتم جمع التبرعات على مستوى بعض البلديات بالولاية وعدد من القوافل التي سبق أن تم إيفادها إلى ولايات شرق البلاد فيما يتم التحضير لمساعدات أخرى.