كشف المدير العام للغابات، جمال طواهرية، اليوم الأحد، عن إتمام تعويضات متضرري الحرائق في ولايتي قالمة وسوق أهراس، فيما لا تزال العملية متواصلة بولاية الطارف، معلنًا عن غرس الأشجار المثمرة في أكتوبر المقبل.
برسم جلسة استماع للجنة الفلاحة وحماية البيئة والصيد البحري للمجلس الشعبي الوطني، قال طواهرية "تنفيذًا لقرارات السيد رئيس الجمهورية، اتخذ القطاع جملة من التدابير الاستعجالية من أجل إعادة بعث النشاط الفلاحي في الولايات المعنية"، مبرزًا أنّ عملية التعويض التي انطلقت الأحد الرابع سبتمبر الجاري في الولايات الأكثر تضررًا ما تزال متواصلة.
وتشمل التدابير الاستعجالية، بحسب طواهرية الذي يترأس اللجنة القطاعية المكلفة بالإحصاء والتعويض، لا سيما إعادة غرس الأشجار والتعويض في مجال تربية المواشي إلى جانب قيام المجمعات العمومية التابعة لقطاع الفلاحة بترميم الاصطبلات وتنقية الغابات وفتح خنادق مضادة للنار على أن تنطلق عملية غرس الأشجار المثمرة في أكتوبر المقبل وتسليم صناديق خلايا نحل مملوءة فيأفريل 2023 لاعتبارات بيولوجية.
في هذا الإطار، ذكر طواهرية أنّ عملية التعويض بولايتي قالمة وسوق أهراس تمّت بنسبة 100 بالمائة، مضيفًا أنه بالنسبة لولاية الطارف، أحصي بها 377 متضررًا وتمّ القيام بعملية تعويض بالنسبة لتربية المواشي إلى جانب ترميم جارٍ للاصطبلات.
وفيما يخص حصيلة حرائق الغابات، أوضح طواهرية أنّ عدد الولايات المتضررة بلغ 37 ولاية، فيما تمً تسجيل 1003 حرائق، وبلغت المساحة الإجمالية لحرائق الغابات، 24.077 هكتار موزّعة على 5728 هكتارً من الغابات، ما يمثل 24 بالمائة من إجمالي المساحة المحروقة و9661 هكتارً من الأدغال، أي 5.49 بالمائة من إجمالي المساحة المحروقة.
ومسّت هذه الحرائق 6970 هكتارً من الأحراش، وهو ما يمثّل 29 بالمائة من إجمالي المساحة المحروقة و1638 هكتارً من الأشجار المثمرة الجبلية، بنسبة 7 بالمائة من إجمالي المساحة المحروقة و80 هكتارً من الحلفاء، و هو ما يقدر بـ 0.5 من إجمالي المساحة المتضررة من الحرائق.
وفي حديثه عن الوقاية ومكافحة حرائق الغابات لسنة 2022، أفاد طواهرية أنّه في أعقاب حرائق أوت من العام الماضي، تم إسداء تعليمة لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، خلال المجلس الوزاري في 15 أوت 2021 المكرس لحصيلة حرائق الغابات، بضرورة تطوير إستراتيجية جديدة للوقاية ومكافحة حرائق الغابات الكبرى، والتي يجب أن تضمّ المجتمع المدني والسكان المجاورة للغابات.
وعليه، تمّ بحسب طواهرية، تطوير العمل مع مراعاة النقائص والفجوات التي لوحظت على الأرض كأولوية وكجزء من الوقاية ومكافحة حرائق الغابات، بهدف الحدّ من تعرض الموروث الوطني للغابات إلى الحرائق وحماية الممتلكات والأشخاص، من خلال خطة عمل متعددة القطاعات.
في هذا الصدد، تم تحديد ثلاثة مبادئ توجيهية إستراتيجية تتمثل في تحسين معرفة خطر حرائق الغابات من خلال الوعي والتكوين البيني وتدريب جميع أصحاب المصلحة من خلال إستراتيجية تواصل أفضل والتقليل من عدد بؤر الحريق وتحسين فعالية التدخل الأول إلى جانب تطوير مخطط نوعي للاتصال والإعلام حول حرائق الغابات بالتعاون مع المعهد الوطني للإرشاد.
ويتضمن الجهاز العملياتي لمكافحة حرائق الغابات تنصيب 40 لجنة عملياتية بالولايات وتعبئة وسائل التدخل على مستوى كل ولاية و إنشاء 468 لجنة عملياتية بالدوائر، ويشمل أيضًا هذا الجهاز تشكيل 1333 لجنة عملياتية للبلديات، إضافة إلى تشكيل 2353 لجنة سكان محلية، مهامها الوقاية من حرائق الغابات والتوعية والتحسيس وكذلك التنبيه والإبلاغ والتدخل.
ويتم كل عام، بحسب طواهرية، إصدار 40 قرارً ولائيًا خاصًا يشمل الموافقة على خطة مكافحة حرائق الغابات، وفتح الحملة التي تمتد من الفاتح جوان إلى غاية 31 أكتوبر.
وفي إطار مكافحة حرائق الغابات، تعتمد المديرية العامة للغابات على جهاز عملياتي يشمل 401 برج مراقبة مكونة من 940 عنصرًا و1991 محطة اتصال راديو و315 فرقة متنقلة مكونة من 1017 عنصرًا.
وتتوفر المديرية المذكورة على 1019 ورشة تدخل مكونة من 9481 عاملاً و48 شاحنة إمداد مياه مجهزة و30 رتلاً متنقلاً مكوّنًا من 240 سيارة تدخل مجهزة و3261 نقطة مياه موزّعة داخل الغابات.