ندّد حقوقيون مغاربة بالعروض المسرحية التي قدمتها فرقة دولة الاحتلال الإسرائيلي على مدار 3 أيام بالرباط, محذرين من خطورة التطبيع الثقافي على الثقافة المغربية, خاصة فيما يتعلق بمحاولة تغيير السردية التاريخية حول القضية الفلسطينية.
في تصريحات صحفية, أكد الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع, عزيز هناوي أنّ "مثل هذه العروض خطوة تطبيعية جديدة تضاف إلى خطوات التطبيع السياسية الرسمية, والدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية, التي دشنتها الدولة المغربية في ديسمبر 2020", مشيرًا الى أنّ "العلاقات تجاوزت في الفترات القليلة الماضية مستويات التطبيع إلى مستوى تنزيل أجندة صهيونية شاملة للفضاء العام بالمغرب".
وأوضح هناوي أنّ "التطبيع الثقافي هو أخطر مظاهر وأشكال التطبيع, نظرا لأنه يستهدف الذاكرة والمزاج العام, ويعمل على تغيير السردية الصحيحة, بشأن الاحتلال الصهيوني لفلسطين واستبدالها بسردية مزورة قائمة على تمرير وجودهم من خلال معلبات فنية وثقافية قائمة على سرقة الفن والرموز العربية, مثل أغاني أم كلثوم وفريد الأطرش وتقديمها عبر فرق صهيونية", مشدّدًا على أنّ "هذا المنحى يتعارض بشكل كبير مع ثقافة وهوية الشعب المغربي المحافظ, ويشكل عوامل تخريبية بنيوية للدولة المغربية".
من جهته, حذر رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان عبد الإله الخضري, من "تقديم عروض فنية صهيونية داخل التراب الوطني المغربي يدعي مروجّوه أنه جزء لا يتجزأ من الثقافة المغربية", مضيفا أنّ "حقيقة الأمر أنه مجرد اختراق صهيوني يحمل رسائل وغايات سياسية مستترة, ويخدم أجندتهم بكل مكوناتها".
وأردف قائلاً: "المجتمع المغربي متشبث بالقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في أرضه ودولته", وشدد في السياق على أنّ "الشارع المغربي في معظمه لا يقبل بالتطبيع ويرفض الاختراق بكل تجلياته, وإن كانت بعض الوجوه تهرول عطشا نحو التطبيع, لتحقيق منافع شخصية لها, فهذا أمر واقع لا يمكن إنكاره".
من جهته، أدان المرصد المغربي لمناهضة التطبيع استقبال مسرح الرباط لفرقة مسرحية وغنائية تابعة لدولة الاحتلال الإسرائيلي على مدار 3 أيام, ودعا كل أحرار المغرب للتكتل والاستعداد لمواجهة استباحة الكرامة الوطنية من قبل الصهاينة وشركائهم من المطبّعين.