يحتفي أسبوع للفيلم العربي بدبي بالإمارات في طبعته الأولى التي تعقد فعالياتها من 7 إلى 16 أكتوبر الجاري بستينية استقلال الجزائر، وهذا ببرمجة العديد من الأفلام الجزائرية التي تعكس تاريخ وثقافة الجزائر في كل تجلياتها، حسب ما علم لدى المنظمين.
وبرمجت "سينما عقيل"، الجهة المنظمة، أعمالا روائية ووثائقية طويلة، بين تاريخية وسياسية واجتماعية، على غرار "هيليوبوليس" لجعفر قاسم و"معركة الجزائر" للإيطالي جيلو بونتيكورفو و"سولا" لصلاح إيسعاد وكذا "الإبحار في الجبال" لكريم عينوز.
ويدور "هيليوبوليس" (2020)، المقتبس عن أحداث واقعية، حول شخصية "زيناتي" أحد ملاك الأراضي ببلدة "هيليوبوليس" بولاية قالمة (شرق الجزائر) وإبن "قايد" متأثر بالأفكار الإدماجية وإبنه الطالب الشاب الذي يتبنى المطالب المنادية باستقلال الجزائر.
الفيلم الذي يتخذ من تاريخ 1940 بداية لأحداثه يرصد أيضا الأسباب التي أدت لمجازر 8 ماي 1945 التي ارتكب فيها الفرنسيون فضائع رهيبة بحق الجزائريين، وهو إدانة صريحة للإبادات التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر.
واختير العمل مرتين ليمثل الجزائر في مسابقة أوسكار أحسن فيلم روائي طويل دولي (فيلم ناطق بغير اللغة الإنجليزية) التي تنظمها الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم الصور المتحركة.
ويشهد من جهته الفيلم الكلاسيكي "معركة الجزائر" (1966)، الذي حقق نجاحات عالمية باهرة ويعتبر من أروع الأفلام في تاريخ السينما، على مسيرة كفاح الشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي من خلال البطولات الشعبية لسكان العاصمة الجزائر، كما يدين جرائم فرنسا بحق الجزائريين.
وتحصل هذا العمل على العديد من الجوائز الدولية بينها جائزة "الأسد الذهبي" عن أحسن فيلم من مهرجان البندقية بإيطاليا في 1996، بالإضافة لترشيحه مرتين لجائزة الأوسكار في 1967 و1969، وقد منعت فرنسا عرضه لحوالي نصف قرن.
وسيعرض من جهة أخرى الفيلم الوثائقي الطويل "الإبحار في الجبال" (2021) الذي يعود فيه المخرج الجزائري-البرازيلي كريم عينوز لذكريات والدته البرازيلية ووالده الجزائري ورحلته لبلده الأصلي الجزائر لاكتشاف جذوره وتاريخه وثقافته.
وأما "سولا" (2021) فيتناول قصة أم شابة تدعى "سولا" تطرد من بيتها العائلي رفقة ابنتها الرضيعة فتجد نفسها في الشارع بدون مأوى فتعمل جاهدة على إيجاد ملجأ لها ولابنتها، ويدور هذا العمل أساسا في الليل إذ يتعلق برحلة مأساوية بالسيارة قطعتها "سولا" بين عدة ولايات رفقة عدة أشخاص فتتعرض للعنف الجسدي واللفظي لينتهي بها الأمر في الأخير بتخليها عن ابنتها.
وحاز هذا الفيلم على العديد من الجوائز في عدة مهرجانات دولية كما في لبنان والسويد والأردن والبرتغال.
وستعرف الطبعة الأولى لأسبوع الفيلم العربي بدبي عرض أفلام من 11 بلدا عربيا بينها 9 طويلة و6 قصيرة، مع تسليط الضوء على إبداعات تسع مخرجات عربيات، كما ستركز التظاهرة على قطاع السينما الصومالي المستقل، بالإضافة إلى برمجة مجموعة من الأفلام القصيرة من الامارات والسعودية وقطر واليمن والسودان وتونس.
وتهدف "سينما عقيل"، وهي سينما "مستقلة" بالإمارات، من خلال هذا الأسبوع الذي تنظمه بالتعاون مع عدة جمعيات ومؤسسات، إلى "الاحتفاء بالإنتاجات السينمائية العربية الجديدة التي تعكس مجموعة واسعة ومتنوعة من المواضيع"، وكذا "المواهب السينمائية المتميزة في المنطقة".