كشف تقرير صادر عن مكتب المفوض السامي للشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة عن ارتباط التغيرات المناخية بموجات الهجرة والنزوح الجماعي التي يشهدها العالم في مناطق كثيرة، مشيرا إلى أن درجة حرارة الغلاف الجوي التي سترتفع بما لا يقل عن 4 درجات بنهاية القرن الحالي – استناداً إلى توقعات الخبراء –، من شأنها أن تفاقم الأوضاع الإنسانية لملايين البشر في المستقبل بما يحيلهم إلى لاجئين، أو مشردين.
بحسب التقرير، فإنّ "التغيرات المناخية المتسارعة منذ العام 2008، قد أحالت ما لا يقل عن 21.5 مليون إنسان حول العالم إلى لاجئين أو مشردين، وهو الرقم الذي قد يصل إلى 1.2 مليار إنسان حول العالم في غضون الأعوام الثلاثين القادمة، إذا لم يتم وقف حالة التدهور المناخي التي يشهدها العالم حاليا".
واعتبر التقرير أن مؤتمرات المناخ التي تنعقد برعاية الأمم المتحدة تعد" منصة العمل الدولي القادرة على حشد جهود دول العالم لتغيير واقعها المناخي إلى الأفضل". ولفت إلى أن الفيضانات، وحرائق الغابات، والموجات الحارة، "قد تصاعدت حدتها في الأعوام الثلاثين الماضية، وخلقت ما يشبه استحالة ديمومة الحياة في مناطق بعينها على ظهر كوكب الأرض، ما يستدعى عمل دولي متسق لمواجهة هذا الوضع".
وذكر التقرير أن اتفاق باريس الموقع في العام 2015، كان "ميلاداً لتوافق دولي للحد من الانبعاثات المؤدية إلى ارتفاع حرارة الغلاف الجوي للأرض وصولا به إلى ما يتعدى 1.5 من المائة"، مضيفاً أنّ درجة حرارة للأرض "هي الآن في طريق إلى الارتفاع بوتيرة أكبر قد تصل إلى 2.7 درجة مئوية بحلول العام 2030 ".
وكشف تقرير لمنظمة (إنقاذ الطفولة) التابعة للأمم المتحدة، عن أن الفيضانات التي شهدتها باكستان خلال الشهرين الماضيين، "قد وضعت ما يقرب من 3.4 ملايين طفل باكستاني على شفا مجاعة حقيقية، وأن 760 ألفا من الأطفال قد تقطعت بهم السبل حالياً، ويواجهون شبح سوء التغذية، أو ربما الموت جوعاً".